اقليمي ودولي

الحرة
الاثنين 07 نيسان 2025 - 07:14 الحرة
الحرة

"أرضي ممنوعة عليّ"... الحميدية تحت عين الجنود الإسرائيليين

"أرضي ممنوعة عليّ"... الحميدية تحت عين الجنود الإسرائيليين

في قلب قرية الحميدية السورية، أنشأت القوات الإسرائيلية حديثًا برج مراقبة، تحرسه دبابات ميركافا وجنود يؤدّون خدمتهم العسكرية الإلزامية.


يخرج الجنود الإسرائيليون في دوريات نهارية، يفتّشون السكان، ويفرضون ليلًا حظرًا للتجوال.


على أطراف القرية، تعمل جرافات ضخمة على بناء حواجز ترابية، بعضها يُقام فوق أراضٍ يملكها السكان، مثل عيد العلي، الذي يراقب بقلق ماشية ترعى في أرضه التي باتت "ممنوعة" بأمر من الجنود الإسرائيليين.


فالقرية الواقعة قرب الحدود الإسرائيلية لم تعد السلطة فيها بيد الفصائل المسلّحة التي أطاحت قبل أشهر بنظام حكم الأسد الذي دام نصف قرن، ولا في يد الميليشيات المنتشرة جنوب دمشق.


بعد انهيار نظام الأسد في كانون الأول الماضي، سارعت إسرائيل إلى ملء الفراغ، فاستولت على مناطق منزوعة السلاح كانت تُشرف عليها الأمم المتحدة لعقود، وأقامت نقاطًا عسكرية ومواقع مراقبة على تلال استراتيجية داخل الأراضي السورية، في إطار استراتيجية أمنية جديدة تهدف إلى حماية حدودها من أي تهديد مستقبلي.


ويكشف تقرير مطوّل لصحيفة "وول ستريت جورنال"، بعد رحلة ميدانية استمرّت أربعة أيام جنوب سوريا، عن حجم التوسّع الإسرائيلي، ليس فقط بالأرض بل بالنفوذ، ومدى تأثيره على السكان وعلى الحكومة السورية الجديدة التي لم تتمكن بعد من بسط سيطرتها على البلاد التي تتهددها الانقسامات الطائفية والعرقية.


منذ شباط وحده، شنّ الجيش الإسرائيلي 89 توغلًا بريًا و29 ضربة جوية ومدفعية في جنوب غرب سوريا، إضافة إلى 35 غارة في مناطق أخرى، بحسب المحلّل السوري تشارلز ليستر. هذه العمليات رافقها تضييق على سكان القرى، ومنعهم من الحركة، والاعتداء على ممتلكاتهم، وحتى تقييد مراسم الجنازات.


إسرائيل بنت سلسلة من النقاط العسكرية تمتد على مساحة 150 ميلًا مربعًا، وتشرف على حدود طولها 50 ميلًا مع قرى الجولان وشمال إسرائيل.


وزير الدفاع الإسرائيلي أعلن أن الجيش سيبقى في هذه المناطق "إلى أجل غير مسمى"، فيما طالب نتنياهو النظام السوري الجديد بنزع السلاح في الجنوب.


في الحميدية، طلب الجنود من السكان إخلاء منازلهم لأيام لتفتيشها ومصادرتها.


عاد بعضهم ليجد بيته مدمّرًا أو مغطّى بكتابات عبرية.


الطريق الرئيسي للقرية مقطوع، والجنود على الجسر الوحيد المؤدي إليها يلتقطون صورًا لبطاقات الهوية، ويمنعون أي تحرّك خلال الليل.


"أشعر أنني أُسرق من أرضي"، قال علي بينما هرع لاستدعاء زوجته: "أحضري الماعز بسرعة، جاء الجنود."


تنقل الصحيفة عن أحد الجنود الإسرائيليين المنتشرين في المنطقة: "نمنع الناس من الوصول إلى هذه المنطقة لدواعٍ أمنية. نعلم أنهم لا يحبوننا، وهذا مفهوم".


إسرائيل لم تكتفِ بالسيطرة على الأرض، بل حاولت تحسين صورتها لدى السكان عبر توزيع سلال غذائية في قرى تعاني من الفقر والبطالة.


بعض الأهالي قبلوا بالمساعدات، لكن آخرين رفضوها بشدة.


"دمّروا بيوتنا، كيف نقبل طعامًا منهم؟" قالت امرأة تقف وسط آثار مجنزرات أمام منزل جارتها المنهار في قرية رسم الروادي.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة