اقليمي ودولي

العربية
الأحد 06 نيسان 2025 - 08:13 العربية
العربية

استراتيجية "الممرات الإسرائيلية" تتوسّع... ورفح على مشارف العزلة الكاملة!

استراتيجية "الممرات الإسرائيلية" تتوسّع... ورفح على مشارف العزلة الكاملة!

في ظل استمرار التوسع البري الإسرائيلي داخل قطاع غزة، أعلنت "إسرائيل" أمس السبت عن نشر قواتها في ممر أمني جديد تم إنشاؤه حديثاً جنوب القطاع، في إطار ما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه خطوة تهدف إلى مضاعفة الضغط على حركة حماس، وعزل مدينة رفح عن باقي مناطق القطاع.


وقال نتنياهو في تصريحات قبل أيام إن الممر الذي تُطلق عليه تل أبيب اسم "ممر موراج" – وهو الاسم ذاته لمستوطنة إسرائيلية سابقة كانت قائمة بين رفح وخان يونس – يُمثل أداة ضغط جديدة على حماس، وقد يشكّل لاحقًا ما وصفه بـ"ممر فيلادلفي ثانٍ"، في إشارة إلى الممر الحدودي الفاصل بين غزة ومصر، والمعروف فلسطينيًا بـ"محور صلاح الدين".


ويطلق الفلسطينيون على "ممر موراج" اسم "ممر ميراج"، نسبةً إلى رمزية السراب وانعدام الأمل، في ظل ما يرونه تكتيكًا جديدًا من قبل "إسرائيل" لتقطيع أوصال القطاع جغرافيًا وفرض واقع أمني وعسكري جديد.


وبحسب خرائط نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الممر يمتد بعرض قطاع غزة من الشرق إلى الغرب، ويهدف إلى عزل مدينة رفح جنوبًا عن خان يونس ومناطق الوسط والشمال.


وقد انتشرت في هذا الممر قوات من الفرقة 36 في الجيش الإسرائيلي، من دون أن تكشف المصادر الإسرائيلية عن عدد القوات المشاركة أو حجم التعزيزات الميدانية.


يأتي إعلان "ممر موراج" الجديد في وقت باتت فيه "إسرائيل" تعتمد بشكل متزايد على استراتيجية الممرات البرية العسكرية في قطاع غزة، في محاولة لإعادة تشكيل السيطرة الميدانية عبر خطوط فاصلة، تُقسّم القطاع إلى مناطق معزولة جغرافيًا وأمنيًا.


فمنذ أيار 2024، تسيطر القوات الإسرائيلية على ممر فيلادلفي (أو محور صلاح الدين) الممتد على طول الحدود مع مصر، رافضةً الانسحاب منه رغم الاعتراضات الفلسطينية والمصرية المتكررة.


كما تسيطر على ممر نتساريم في وسط قطاع غزة، وهو الممر الذي يفصل شمال القطاع، بما في ذلك مدينة غزة، عن باقي المحافظات الوسطى والجنوبية. وقد أبقت "إسرائيل" على مرور محدود للعربات التي تجرها الحيوانات عبر طريق الرشيد فقط، فيما يُمنع المرور المدني أو التجاري العادي.


ويمتد كل من ممرَي فيلادلفي ونتساريم من الحدود الشرقية مع "إسرائيل" إلى سواحل غزة على البحر الأبيض المتوسط، ما يعكس الطابع الشامل لهذا التقسيم الجغرافي الجديد.


في كلمته الأربعاء الماضي، أوضح نتنياهو أن الهدف من هذه الممرات هو "تجزئة القطاع، وتكثيف الضغط خطوة تلو الأخرى على حماس من أجل تسليم الأسرى الإسرائيليين"، في إشارة إلى المفاوضات المتعثرة بشأن إطلاق سراح الجنود والمدنيين الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة منذ السابع من تشرين الأول 2023.


وتشير تحليلات إلى أن استراتيجية الممرات قد تؤدي إلى عزل رفح كليًا عن باقي القطاع، ما يفاقم من تداعيات الأزمة الإنسانية هناك، خصوصًا في ظل وجود أكثر من 1.4 مليون نازح فلسطيني داخل المدينة.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة