"ليبانون ديبايت"
لا تغيب التحوّلات الكبيرة في المنطقة عن المشهد اللبناني، وهي حاضرة في هواجس "حزب الله" من المرحلة المقبلة وما تخفيه من تحديات. وقد يكون السؤال المطروح مع تصاعد وتيرة التهديدات الأميركية لإيران، والإستهداف الأميركي العسكري المباشر للحوثيين في اليمن، هو مدى "تفلّت" الحزب في لبنان من هذه التحولات الإقليمية، وثباته على خطابه السياسي في لبنان، خصوصاً في ضوء المواقف الإيرانية الأخيرة من أي مفاوضات مع إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وفي معرض الإجابة، يرى الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، أن "حزب الله" يتعاطى بمرونة عالية تجاه الأوضاع والتطورات الأخيرة على أكثر من مستوى، ويؤكد ل"ليبانون ديبايت" أن الحزب يترك للحكومة وللجيش اللبناني واللجنة الدولية المكلفة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، متابعة الأحداث، ذلك أنه ملتزم بهذا الإتفاق، وبعدم الردّ على الإعتداءات الإسرائيلية.
وعلى مستوى الخطاب السياسي للحزب والأداء الداخلي، يقول المحلل قصير، إن الحزب يبدي الإستعداد للحوار الوطني الداخلي والعمل لتعزيز الوحدة الداخلية، ولكن في الوقت نفسه، فإن الحزب يؤكد أنه إذا استمر العدوان، فإنه جاهز لمواجهة التحديات، خصوصاً وأن الأوضاع في المنطقة، تشهد تطورات دراماتيكية في كل الدول.
وعن الضغط الأميركي المتزايد على الحزب في لبنان والسقوف التي قد يذهب إليها هذا الضغط الذي لم تخفه الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال جولتها بالأمس، لا يُنكر قصير بأن الضغوط الأميركية كبيرة جداً، وهي تحاول استغلال القوة الإسرائيلية، لفرض أمرٍ واقع جديد، من خلال التهديدات بعودة الحرب.
إلاّ أن قصير لا يتوقع أن تكون العودة للحرب الإسرائيلية على لبنان، تصبّ في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية، وقيام الدولة اللبنانية وتعزيز دور الجيش اللبناني والحكومة الجديدة.
وبالتالي، وعن احتمال تطور الخروقات الإسرائيلية الأخيرة لاتفاق وقف النار وغاراتها على الضاحية الجنوبية إلى تصعيد واسع، يتوقع قصير كل الإحتمالات مشيراً إلى تصعيد إسرائيلي كبير.