قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم السبت 5 نيسان 2025، إن "الحوثيين يتمددون نحو إفريقيا ويقتربون من إسرائيل"، معتبرة أن "الخطر أكبر مما نراه الآن".
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تشعر بالإحباط من "التأثير المحدود" للعملية العسكرية ضد ما وصفته بالجناح الإيراني الأكثر استقلالية، والذي يتمدد حالياً في واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية بالنسبة لـ"المحور الشيعي" و"إسرائيل"، على حد تعبير الصحيفة. وأكدت أن الحوثيين يوسّعون انتشار أسلحتهم إلى دول جديدة، وفي منطقة "غير متوقعة وخطيرة للغاية".
بحسب التقرير، فقد عزّز الحوثيون حضورهم خلال السنوات الأخيرة في منطقة القرن الإفريقي، التي تشمل جيبوتي، الصومال، أرض الصومال، بونتلاند، إريتريا وإثيوبيا. واعتبرت الصحيفة أن هذا التمدد يهدف إلى ترسيخ نفوذهم والاقتراب من إسرائيل، خصوصاً أن هذه المنطقة تقع على الطرف المقابل لخليج عدن، وتطل على شواطئ البحر الأحمر، مما يجعلها بالغة الأهمية من الناحية الجيوستراتيجية، سواء لحصار إسرائيل أو لدعم "حماس" في غزة.
وفي مشهد غير مألوف، تحدثت الصحيفة عن تنسيق وتعاون بين الحوثيين الشيعة ومنظمة "الشباب" السنية التابعة للقاعدة، بالإضافة إلى اتصالات مع تنظيم "داعش". ووفق تقارير نُشرت مؤخراً، بينها تقارير صادرة عن مجلس الأمن الدولي، عُقدت اجتماعات بين الحوثيين وحركة الشباب في الصومال لتبادل الدعم بالسلاح والتدريب، مقابل توسيع أنشطة القرصنة في خليج عدن واحتجاز السفن مقابل فدية.
في جيبوتي، ذكرت الصحيفة أن الحوثيين جندوا شباباً من قبائل "بني عفر" مقابل بدل مادي، في إطار خطة إيرانية تهدف إلى دعم هذه القبائل اقتصادياً وعسكرياً من أجل الانفصال عن حكم جيبوتي وإثيوبيا وإريتريا، على غرار دعم طهران لحزب الله والحوثيين، مع وعود بجعلهم "قوة بحرية ضاربة" في البحر الأحمر.
داني سيترينوفيتش، وهو باحث في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي، ورئيس سابق لفرع إيران في الاستخبارات الإسرائيلية، حذّر من أن الحوثيين باتوا رأس الحربة الإيرانية في إفريقيا، مشيراً إلى نواياهم في التمدد نحو شمال القارة وتهديد الملاحة في منطقة رأس الرجاء الصالح، وأكد أن لديهم "ارتباطاً طبيعياً بالتاريخ والثقافة الأفريقية أكثر من الإيرانيين أنفسهم".
وأكد أن الخطر الحوثي يتجاوز الشرق الأوسط، ليشكل تهديداً إستراتيجياً مباشراً لمصالح إسرائيل والغرب في إفريقيا، خصوصاً في السودان، حيث تُهيمن طهران على طرق التهريب وتقدم دعماً مباشراً للحاكم العسكري عبد الفتاح البرهان.
من جهة أخرى، قال الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا، إن حركة الشباب لها "علاقات مباشرة" مع الحوثيين، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سمح بتوسيع العمليات ضدها.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن لا تملك حتى الآن خطة واضحة لإسقاط الحوثيين، رغم أن كلفة العمليات العسكرية الحالية تقترب من مليار دولار، وسط معارضة داخل الكونغرس.
واعتبر سيترينوفيتش أن التعاون بين إسرائيل وتركيا، رغم ندرته، قد يكون منطقياً في الصومال نظراً لتلاقي المصالح، بالإضافة إلى التنسيق مع مصر والسعودية، التي تقاتل الحوثيين منذ سنوات.
وختم بالقول: "الحوثيون يتعرضون للضربات، لكن دوافعهم في ذروتها، ولن يكون هناك خيار في النهاية سوى الإطاحة بهم".