شــــارك
أعلنت الولايات المتحدة عن تنفيذ 25 غارة جوية جديدة على أهداف في أربع محافظات يمنية، في تصعيد هو الأوسع منذ بداية العمليات العسكرية ضد الحوثيين منتصف آذار الماضي. وكانت هذه الغارات هي الأولى التي تستهدف محافظة إب، الواقعة جنوب صنعاء، حيث دمرت المقاتلات الأميركية برج اتصالات ومنظومة تشويش إلكتروني في جبل نامه، مما أسفر عن مقتل عنصر حراسة.
وتنوعت أهداف الغارات الجوية الأميركية في هذه الحملة، حيث تركزت 21 ضربة جوية في محافظة صعدة، معقل الحوثيين، وشملت مواقع لوجستية وعسكرية في محيط مدينة صعدة ومعسكر كهلان. وأسفرت هذه الضربات عن مقتل أكثر من 20 شخصاً في مركز تدريب تابع للحوثيين.
كما استهدفت الغارات الأميركية قاعدة عسكرية في مديرية كتاف، بالإضافة إلى تدمير ثلاثة منصات لإطلاق مسيّرات هجومية مخفية في محافظة الحديدة قرب مبنى حكومي في بلدة الصنيف، وكذلك تدمير مدخل نفق في جبل المعرب قرب رأس عيسى.
وكانت الحملة الجوية الأخيرة قد شهدت غارة استهدفت سيارة تقل قيادياً ميدانياً للحوثيين ومرافقيه بين مديريتي بلاد الروس وسنحان، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على استهداف الهيكل القيادي لجماعة الحوثي بشكل مباشر.
وكانت الولايات المتحدة قد ربطت ضرباتها الجوية ضد الحوثيين بمحاولة الضغط على إيران، خصوصاً في ضوء تقدم برنامجها النووي. وفي تصريح حديث، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن "إيران أصبحت ضعيفة للغاية نتيجة لهذه الهجمات"، مؤكدة أن القصف استهدف قادة حوثيين رئيسيين تم القضاء عليهم. وأضافت أنه "تم استهداف شخصيات مهمة كانت مسؤولة عن شن هجمات على السفن الحربية والتجارية، ولن تتوقف هذه العمليات حتى يتم استعادة حرية الملاحة في هذه المنطقة."
تعتبر هذه الغارات جزءاً من حملة أوسع تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين، الذين يتلقون دعماً عسكرياً من إيران. وتستهدف هذه الضربات العسكريّة الحوثيين بهدف الضغط على طهران في وقت حساس بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني، وهو ما يعكس استراتيجيات الولايات المتحدة في المنطقة. تأتي هذه الحملة في وقت حساس، حيث شهدت المنطقة في الآونة الأخيرة تصعيداً في المواجهات بين مختلف الأطراف، ما يزيد من تعقيد الوضع في اليمن والشرق الأوسط بشكل عام.
وفي سياق متصل، كانت قد أعلنت جماعة الحوثي، اليوم الخميس، أنها تمكنت من إسقاط طائرة استطلاع أميركية مسيّرة من طراز "إم كيو 9" أثناء تنفيذها مهام في أجواء محافظة الحديدة غربي اليمن، واصفة هذه المهام بأنها "عدائية".
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة إن إسقاط الطائرة يأتي "في إطار الرد المشروع على الاعتداءات الأميركية والإسرائيلية"، مؤكداً "استمرار العمليات العسكرية التي تستهدف الجهات المعادية"، على حد تعبيره.
كما جدد المتحدث العسكري "التزام جماعة الحوثي بدعم غزة"، مشيراً إلى أن "هذا الدعم سيستمر حتى توقف العدوان ورفع الحصار" عن القطاع.
وتعد هذه الطائرة الثانية من طراز "إم كيو 9" التي تعلن الجماعة إسقاطها خلال الأيام الماضية، فيما لم يصدر تعليق رسمي من الجانب الأميركي حتى الآن حول الحادث.
وتعتبر "إم كيو 9" واحدة من أكثر الطائرات المسيّرة تطوراً التي تستخدمها القوات الأميركية في مهام المراقبة والاستطلاع، إضافة إلى قدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة.
الـــمــــزيــــــــــد
