أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس جوزاف عون قام بزيارة إلى المديريتين العامتين لقوى الأمن الداخلي والأمن العام، حيث ألقى سلسلة من الرسائل المهمة التي توجه بها إلى عناصر القوى الأمنية.
وأكد الرئيس عون في كلمته على ضرورة "إعادة الهيبة إلى قوى الأمن الداخلي والأمن العام، محذرًا من المساس بها أو التلاعب بسمعتها"، مشيرًا إلى أن الحفاظ على استقرار هذه المؤسسات يعد أمرًا أساسيًا لحماية الأمن العام في البلاد.

كما دعا عون العناصر الأمنية إلى أن يكونوا "سفراء لدى الطوائف والسياسيين، وليس العكس"، مؤكدًا أنه يتعين عليهم تحقيق مصلحة لبنان العليا وتنفيذ القوانين بحزم وعدم التأثر بأي جهة أو مصلحة خاصة.

وأضاف عون: "لقد تعب الشعب اللبناني من الأوضاع الراهنة، ويستحق منا التضحية من أجل تحسين حياته. لدينا فرصة تاريخية يجب أن نغتنمها بكل جدية. علينا أن نثبت للناس أننا ناضجون لبناء الدولة، وأننا قادرون على المضي قدمًا في هذا الاتجاه. ولتتحدث إنجازاتكم عنكم، فهي التي ستثبت مدى إخلاصكم واحترافيتكم في العمل".

وشدد الرئيس على أهمية هذه الفترة، معتبرًا أن كل خطوة نحو تعزيز المؤسسات الأمنية هي خطوة نحو استعادة الثقة في الدولة وتحقيق الاستقرار والازدهار للبنان.
هذا وكان قد قام رئيس الجمهورية جوزاف عون، صباح اليوم الخميس، بزيارة ميدانية "مفاجئة" إلى مقري الأمن العام والأمن الداخلي، وفقًا لمراسل "ليبانون ديبايت".
هذا وأفاد المراسل، أن الرئيس زار أولاً ثكنة المقر العام لقوى الأمن الداخلي في الأشرفية، ومن ثم مقر "الأمن العام".

في البداية، جرى استقبال الرئيس عون في الباحة الخارجية للمقر العام، قبل أن ينتقل إلى مكتب المدير العام حيث عُقد اجتماع مغلق تم فيه استعراض الوضع الأمني في البلاد، بالإضافة إلى عرض للإنجازات والتحديات التي تواجه قوى الأمن الداخلي.
وبعد الاجتماع، انتقل الرئيس عون مع الوزير الحجار واللواء عبدالله إلى قاعة الشرف، حيث كان في استقباله كبار الضباط. هنأ الرئيس عون الضباط بمناسبة الأعياد المجيدة، ثم توجه إليهم بكلمة شدد فيها على أهمية تحمل المسؤولية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد.

وقال الرئيس عون: “أود أن أبارك للمدير العام وأعضاء مجلس القيادة تعيينهم في مهامهم الجديدة. إن المسؤولية الملقاة على عاتقكم كبيرة، فالمركز ليس غاية بحد ذاته بل وسيلة لتحقيق الأهداف الوطنية المعروفة. وأتمنى لكم التوفيق في عملكم من أجل استتباب الوضع الأمني وإعادة الأمن إلى ما كان عليه في السابق، كما يذكره غالبية اللبنانيين، وأنا منهم على أيام والدي."
وأضاف الرئيس عون: "أنا من عائلة قوى الأمن الداخلي، حيث كان والدي رقيبًا في قوى الأمن، وأعرف تمامًا الهيبة التي كانت تتمتع بها هذه المؤسسة. يجب عليكم استعادة هذه الهيبة بكل الوسائل، فهذه مسؤوليتكم. لا نريد العودة إلى المراحل التي شهدناها مؤخرًا. وفي المقابل، يتوقع الناس منكم الإنجازات، أنتم تمتلكون الإرادة الطيبة تجاه مصلحة الوطن، ولا شيء مستحيل مع العزيمة التي تتمتعون بها، وعلى الرغم من الظروف، لديكم من الكرامة والعنفوان ما يكفي للقيام بمهامكم على أكمل وجه."

وأكد الرئيس عون: "المطلوب منكم تنفيذ مهامكم بأخلاقية، من دون التأثر بأي ضغوط سياسية أو تدخلات طائفية أو مذهبية. كونوا سفراء لقوى الأمن في مواجهة الطوائف والسياسيين، وليس العكس. كونوا أوفياء لمصلحة الوطن، وأنا كفيل بحمايتكم إذا تم التعرض لكم، لأن كرامتكم على المحك. لا أقبل، كما أنتم لا تقبلون، أن تكونوا مرتهنين لأحد، بل حققوا مصلحة لبنان فقط."
وفي معرض حديثه عن الوضع الأمني، أشار الرئيس عون إلى أن "البلد يهدأ عندما يكون الوضع الأمني مستتبًا، وعندها يتعزز الاقتصاد، وليس العكس." وأعرب عن ثقته التامة بقوى الأمن الداخلي في استعادة هيبتها وتحقيق الإنجازات التي ستجلب الفخر للمؤسسة وللبنان ككل.

من جهته، جدد وزير الداخلية العميد أحمد الحجار الترحيب بالرئيس عون وعبّر عن شكره على كلمته التشجيعية، مؤكدًا أن الفريق يعمل على تحسين الوضع الأمني لتلبية متطلبات المواطنين. وأضاف: "الناس تستحق منا التضحية والخدمة، ونحن على أتم الاستعداد لتقديم كل ما في وسعنا من أجل مصلحة الوطن."
وفي الختام، تقدم اللواء رائد عبدالله بشكر خاص إلى الرئيس عون على الزيارة التي اعتبرها شرفًا كبيرًا للمؤسسة. وأعرب عن أن هذه الزيارة تمنح قوى الأمن الداخلي دعمًا معنويًا قويًا، مؤكدا أن التعاون والعمل مع مجلس القيادة الجديد سيؤثر إيجابًا على أداء المؤسسة. كما عرض اللواء عبدالله بعض الحاجات والصعوبات التي تواجهها قوى الأمن الداخلي في هذه الفترة، مشيرًا إلى أن المؤسسة ستظل تواصل عملها على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
