المطارنة الموارنة: على الدولة حصر السلاح بيدها!

عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتم خلال الاجتماع بحث شؤون كنسية ووطنية، وفي ختام اللقاء أصدروا بيان جاء فيه:

"يُسجّل الآباء ارتياحهم لانطلاق عجلة التشكيلات والتعيينات في الإدارة العامة والجسم القضائي والمؤسسات العسكرية والأمنية، معبرين عن أملهم بأن تكون هذه الخطوة فاتحة للإصلاحات المنتظرة في بنى الدولة المختلفة.

يرجو الآباء تسارع وتيرة التفاوض بين الحكومة اللبنانية والمرجعيات المالية الدولية، لما له من تأثير بالغ على الواقع المالي والاقتصادي العام، وما يعكسه من توقعات بانفراجات في أسواق العمل وحياة اللبنانيين.

يُرحب الآباء بمضي السلطة الإجرائية في افتتاح العمل في مطار القليعات، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تُخفّف من الأعباء المترتبة على المسافرين والتجارة، وتُشكّل خطوة ممتازة نحو تحقيق اللامركزية الإدارية الموسّعة.

يلفت الآباء انتباه السياسيين والأحزاب والكتل النيابية إلى الأهمية القصوى المعلّقة على متابعة تنفيذ اتفاق الوفاق الوطني، والتعامل مع الثغرات التي تعتري بعض ما تم تنفيذه، مؤكدين ضرورة إخراج هذا الموضوع من حلبة الصراع والمزايدات، وتحويله إلى إطار المصلحة الوطنية وخير المواطنين.

يُناشد الآباء أبناء الوطن وبناته تقديم مثلٍ صحي ديمقراطي حضاري في الانتخابات الاختيارية والبلدية المزمع إجراؤها الشهر المقبل، داعين المواطنين إلى ممارسة حقهم ومسؤوليتهم في اختيار الأَكفَأ والأكثر نزاهةً في إدارة الشأن العام، والتفرّد عن الاعتبارات الشخصية والعصبيّات العائلية العقيمة. كما دعوا المواطنين في بيروت والمدن الكبرى والمجتمعات التي تضم المكونات اللبنانية المتنوعة إلى المحافظة على الأعراف التي تحترم التعددية المميزة للبنان.

يدعم الآباء الدولة في سعيها إلى تأمين التنفيذ الدقيق التام للقرار الدولي 1701، حيث تبسط سيادتها على الأراضي اللبنانية كافة، وتحصر السلاح في يدها، مما يؤدي إلى تحويل لبنان إلى مساحة أمن وهدوء وسلام.

يتوجه الآباء من الإخوة في الطوائف الإسلامية بأطيب التمنيات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، سائلين الله أن يمنّ عليهم وعلى الوطن بأسره بخيره العميم، وأن يمدنا معًا بقوة الإيمان وأسباب الرجاء والعزيمة لنبذل التضحيات من أجل خلاص لبنان ورفعة شأنه.

يسأل الآباء الله أن يستجيب لصلواتنا وأدعيتنا ومبادراتنا الخيّرة في زمن الصوم الذي يُشارف نهايته، ويبتهلون إليه ليكون عيد القيامة المجيدة عيدًا لانتصارنا على ذواتنا، كنائس وأبناء وبنات، وعيدًا للرجاء بمفاعيل هذا الانتصار في حياتنا الخاصة والعامة".