رسائل نارية إلى طهران... قاذفات الشبح الأميركية تغزو المحيط الهندي!

في خطوة تحمل رسائل مباشرة لطهران، نشر البنتاغون ما لا يقل عن ست قاذفات شبحية من طراز بي-2 – ما يمثل نحو 30% من أسطولها – في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

يأتي هذا التحرك في وقت يحذّر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير دفاعه بيت هيغسيث من اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد إيران ووكلائها، بينما تواصل الطائرات الأميركية استهداف الحوثيين المدعومين من طهران في اليمن.

وأظهرت صور التقطتها شركة بلانيت لابس المتخصصة بتصوير الأقمار الصناعية، وجود القاذفات الست على مدرج الجزيرة إلى جانب ملاجئ قد تخفي قاذفات إضافية، فضلاً عن ناقلات وطائرات شحن عسكرية. وتُعدّ القاعدة الجوية في دييغو غارسيا منشأة عسكرية أميركية-بريطانية مشتركة، تبعد نحو 3900 كلم عن الساحل الجنوبي لإيران.

وفي تصريحات لشبكة CNN، قال المحلل العسكري سيدريك لايتون إن نشر هذه القاذفات المتطورة، التي تُقدّر قيمة الواحدة منها بحوالي ملياري دولار، يحمل عدة رسائل إلى إيران، أبرزها تحذيرها من مواصلة دعم الحوثيين في اليمن.

وفي منشور له على منصة "تروث سوشيال"، قال ترامب: "كفّوا عن إطلاق النار على السفن الأميركية، وسنتوقف عن استهدافكم. وإلا، فقد بدأنا للتو، والألم الحقيقي لم يأتِ بعد، لكل من الحوثيين ورعاتهم في إيران".

كما جدّد ترامب دعوته لطهران للتفاوض بشأن قدراتها النووية، مشيرًا إلى أنه يمهل إيران شهرين للتوصل إلى اتفاق، وإلا ستواجه عواقب وخيمة. وفي مقابلة مع "فوكس نيوز"، قال ترامب: "هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكريًا، أو من خلال صفقة. وأنا أفضل الصفقة، لأنني لا أسعى لإيذاء إيران".

لكن طهران رفضت هذا الأسبوع أي مفاوضات مباشرة.

منذ منتصف آذار، كثّف الجيش الأميركي عملياته الجوية ضد الحوثيين، ما أسفر عن مقتل 53 شخصًا وإصابة قرابة 100 آخرين، وفق وزارة الصحة التابعة للجماعة. واستمرت الغارات مع استمرار استهداف الحوثيين للسفن الحربية الأميركية في المنطقة، حيث يقول المسلحون إن هجماتهم تأتي "تضامنًا مع غزة" في مواجهة القصف الإسرائيلي.

وأكد المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل أن الجيش الأميركي يعزز وجوده العسكري في المنطقة، مشددًا على أن الولايات المتحدة "ستتخذ إجراءات حاسمة" لحماية مصالحها في حال تعرضها للتهديد من إيران أو وكلائها.

وفي السياق نفسه، اعتبر محلل الطيران العسكري بيتر لايتون أن نشر ست قاذفات بي-2 في دييغو غارسيا يتجاوز نطاق استهداف الحوثيين وحدهم، مضيفًا: "بالنسبة للأهداف الحوثية المدفونة، قد تكفي قاذفتان أو ثلاث، لكن نشر ست قاذفات يمثل جهدًا عسكريًا واسعًا".

مع استمرار واشنطن في تعزيز وجودها العسكري واتساع نطاق عملياتها الجوية، يترقب العالم ردّ طهران، وسط مؤشرات على تصعيد جديد قد يمتد تأثيره إلى مجمل المشهد الإقليمي.