تواصلت العملية العسكرية الأميركية ضد جماعات الحوثي في اليمن، حيث استهدفت الطائرات الأميركية اليوم الثلاثاء، مواقع حوثية في جزيرة كمران قبالة الحديدة، وذلك بعد أيام من غارات مماثلة طالت عدداً من المواقع في أنحاء مختلفة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وفقاً لوسائل إعلام تابعة للجماعة المدعومة من إيران، هذه الغارات تأتي في وقت حساس حيث زعم الحوثيون أنهم أسقطوا طائرة أميركية مسيرة من طراز "إم كيو-9" في محافظة مأرب، إلا أن الجيش الأميركي اعترف بتقارير إسقاط الطائرة دون تقديم مزيد من التفاصيل حول الحادثة.
وقد أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى السريع، في رسالة فيديو مسجلة، أن الطائرة الأميركية تم استهدافها بواسطة صاروخ محلي الصنع. في المقابل، لم يقدم الجيش الأميركي تفاصيل إضافية عن الواقعة، مكتفياً بالاعتراف بالتقارير.
من جهة أخرى، تشير التقارير إلى أن الغارات الأميركية في الشهر الماضي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 89 من عناصر الحوثيين، غالبيتهم من الضباط العسكريين. وفقاً للإحصائيات التي نشرتها منصة "يمن فيوتشر" الإعلامية، فإن هذه الحصيلة تمثل أعلى عدد من القتلى في شهر واحد منذ أكثر من عام. ووقعت معظم الغارات في عدة محافظات تحت سيطرة الجماعة، بما في ذلك صنعاء، تعز، حجة، البيضاء، الحديدة، والضالع. ووفقاً لوكالة "سبأ" التابعة للحوثيين، فقد تم تشييع القتلى في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى تحت سيطرة الحوثيين، حيث كانت أعداد القتلى في الأيام 19 و25 من الشهر الأعلى، حيث سقط 16 ضابطاً في اليوم الواحد.
هذه الخسائر في صفوف الحوثيين تمثل زيادة بنسبة 93% مقارنة بالشهر السابق (شباط 2025)، حيث كان قد تم الإعلان عن مقتل 46 عنصراً فقط في غارات أميركية مماثلة. هذه الحصيلة هي الأعلى منذ كانون الثاني 2024، حيث اعترف الحوثيون بمقتل 90 من عناصرهم. كما كشفت الإحصائية عن أن نحو 90% من القتلى كانوا من القيادات الميدانية الرفيعة، حيث سقط عميدان، وعقيدان، ومقدمان، ورؤساء وحدات عسكرية أخرى، في حين كان معظم البقية من الضباط والجنود ذوي الرتب العسكرية الأدنى.
وبذلك، يصل العدد الإجمالي لقتلى الجماعة الذين اعترفت بهم منذ بداية العام الجاري إلى 205 قتلى، وهو ما يعكس حجم الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها جماعات الحوثي جراء الغارات الأميركية المستمرة على مواقعها.
تأتي هذه التطورات في سياق استمرار المواجهات بين القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي وبين جماعات الحوثي التي تتلقى دعماً مباشراً من إيران، في إطار صراع مستمر منذ سنوات في المنطقة.