المحلية

الشرق الأوسط
الثلاثاء 01 نيسان 2025 - 21:57 الشرق الأوسط
الشرق الأوسط

بين الدبلوماسية والضغط الدولي... لبنان في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية

بين الدبلوماسية والضغط الدولي... لبنان في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية

لا يملك لبنان خيارات كثيرة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، سوى الخيارين السياسي والدبلوماسي، وإن لم يثبت حتى الآن نجاحه في لجم التمادي الإسرائيلي، واستهداف ضاحية بيروت الجنوبية للمرة الثانية في أقل من أسبوع.


في وقت تطالب فيه دول غربية الدولة اللبنانية بـ"الوفاء بتعهداتها ووضع حدٍّ لإطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، والبدء بنزع سلاح (حزب الله)" الذي تتذرع به إسرائيل للمضي في سياسة الاغتيالات لقادة الحزب وكوادره.


ويبدو التعويل اللبناني على دور أميركي حاسم في وقف انتهاك إسرائيل للسيادة اللبنانية مبالغاً فيه، إذ كشف مصدر دبلوماسي لبناني عن "رسالة تحمّلتها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، في زيارتها المرتقبة إلى بيروت".


وأكد المصدر لـ"الشرق الأوسط" أن أورتاغوس "تحمل في جعبتها عنوانين أساسيين: الأول ممارسة أقصى الضغوط لنزع سلاح (حزب الله)، والإسراع في تشكيل لجان تقنية وسياسية للتفاوض مع إسرائيل من أجل انسحابها من النقاط الخمس التي تحتفظ بها في جنوب لبنان، والثاني وضع ترتيبات سياسية لترسيم الحدود المتنازع عليها بين بيروت وتل أبيب، ورسم معالم المرحلة المقبلة بينهما".


الغارة الإسرائيلية على منطقة الصفير فجر الثلاثاء هي الثانية التي تستهدف عمق الضاحية الجنوبية، وذلك بعد تدمير مبنيين في منطقة الحدث يوم الجمعة الماضي.


لكن الاستهداف الثاني، منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 26 تشرين الثاني الماضي، حصل دون إنذار مسبق للسكان بإخلاء المبنى المستهدف. وحذّر المصدر الدبلوماسي اللبناني الذي رفض ذكر اسمه من أن "الغارة الجديدة الإسرائيلية على الضاحية لن تكون الأخيرة".


وقال: "تلقى لبنان في الساعات الماضية إشارات غير مطمئنة تفيد بأن تل أبيب ماضية بسياسة الاغتيالات، كما أنها أخذت على عاتقها مهمة تدمير ترسانة (حزب الله) العسكرية، طالما أن خطوات الحكومة اللبنانية غير كافية". مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة الأميركية تعتبر أن لبنان الرسمي لا يزال يساير الحزب، ويتجنب الاحتكاك به، وحتى الآن الحكومة غير قادرة على الالتزام بتطبيق القرارات الدولية، وخصوصاً القرار 1559، وهو بندٌ أساسيٌ في القرار 1701".


زادت الغارة الثانية على الضاحية من حرج الدولة، حيث كثّف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي اتصالاته مع الدول المعنية، ولا سيما الولايات المتحدة، لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية، بحسب مصدر في وزارة الخارجية اللبنانية.


وأوضح المصدر لـ"الشرق الأوسط" أن رجّي "أجرى اتصالات مكثفة مع دول صديقة للبنان، خصوصاً مع الجانب الأميركي، الأكثر تأثيراً على إسرائيل".


وأشار إلى أن وزير الخارجية "يقوم بدور فاعل منذ تعيينه على رأس الدبلوماسية اللبنانية لوضع حد لانتهاك إسرائيل للسيادة الوطنية وقتل لبنانيين بشكل شبه يومي".


وقال المصدر: "أبقى وزير الخارجية اتصالاته مفتوحة مع الخارجية الأميركية ووزراء خارجية أوروبيين لشرح الموقف اللبناني الملتزم بالمطلق بتنفيذ القرار 1701، مقابل مضي إسرائيل في العدوان على لبنان"، مشدداً على أن لبنان "ملتزم بالمواجهة السياسية والدبلوماسية في مواجهة العدوان الإسرائيلي".


وعلى رغم محدودية تأثيرها في وقف التصعيد الإسرائيلي بشكل نهائي، فإن "الدبلوماسية اللبنانية قادرة على لعب دور مؤثر في لجم العدوان الإسرائيلي أو التخفيف منه، وبالحد الأدنى تحييد بيروت وضواحيها عن الاستهداف"، حسبما قال سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد.


وأضاف شديد في حديث لـ"الشرق الأوسط": "يمتلك لبنان رصيداً دبلوماسياً مهماً يمكن الاستفادة منه، لكن هذه الدول تطلب من لبنان أن يتعهد أيضاً بمنع الخروق من الجانب اللبناني، أي وقف إطلاق الصواريخ والتعهد بنزع سلاح (حزب الله)، سواء في جنوب الليطاني أو على كل الأراضي اللبنانية"، مشيراً إلى أنه "لا خيار أمام لبنان سوى العمل الدبلوماسي، فهو غير قادر على الدخول في حرب عسكرية مع إسرائيل، ولا يقبل تحويل لبنان إلى ساحة لتبادل الرسائل".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة