وتساءل: "عسكريًا، ماذا يمكن للبنان أن يفعل تجاه ما تقوم به إسرائيل اليوم؟ هل هناك من يستطيع القيام بأي رد فعل؟ لا أحد".
وأضاف: "حزب الله أكّد منذ اتفاق الهدنة أنه سلّم الأمور إلى الدولة اللبنانية، وهذا الموقف، في الظاهر، سليم جدًا".
وأشار إلى أن "الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الدولة اللبنانية وإسرائيل لم يُنفّذ بعد، وما تقوم به إسرائيل اليوم من استهدافات يتم بحجة ذلك. ولكن، في حال قامت الدولة بتفكيك جميع الجماعات المسلحة من جنوب الليطاني إلى أقصى لبنان، خلال فترة ستة أشهر، فهل سيكون لإسرائيل أي عذر لشن هجمات كما تفعل اليوم؟"
وتابع: "ربما ستسعى إسرائيل إلى خلق ذرائع أخرى، ولكن في هذه الحالة ستصبح المواجهة مباشرة مع الدولة اللبنانية. ورغم أن الدولة غير قادرة على القيام بأي رد فعل، إلا أنها ستتخذ موقفًا واضحًا ولديها شرعية وجودها وشرعية حمل السلاح باعتبارها دولة قائمة وعضوًا في الأمم المتحدة. وعندها، لن يكون بمقدور أحد الوقوف إلى جانب إسرائيل، حتى أميركا، إذ لن يكون هناك أي مبرر قانوني أو منطقي أو سيادي لأي اعتداء جديد. ففي هذه المرحلة، سيكون لبنان قد انسحب، وحزب الله قد سلّم سلاحه، والجيش قد بسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية، مما يسقط أي ذريعة بيد إسرائيل للقيام بأي عمل عسكري".
ولفت إلى أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالب لبنان بتشكيل لجنة مفاوضات للتطبيع مع إسرائيل، إذ هناك إصرار على تطبيع العلاقات مع لبنان وسوريا، كي تستقر إسرائيل نهائيًا، وتبقى مشكلتها الوحيدة في الداخل الفلسطيني".
وأكد أن "إسرائيل لم تنفذ أي ضربة مبررة على لبنان، إلا أن ما يحدث اليوم، خصوصًا بعد استهداف الضاحية، ليس سوى رسالة واضحة للضغط على لبنان بشأن ملف التطبيع. فإسرائيل لا تريد الانسحاب قبل تحقيق ذلك".
وتطرق نادر إلى تهديدات الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الذي قال مؤخرًا إن "صبر الحزب سينفد"، معتبرًا أن "تصريحات قاسم تندرج في إطار إرضاء الجمهور الموالي لحزب الله أكثر من كونها تهديدات يمكن التعويل عليها". وتساءل: "في حال نفد صبر الشيخ نعيم، ماذا يمكن أن يفعل الحزب عسكريًا؟ فعندما كان في ذروة قوته، لم يتمكن من المواجهة".
وتوقع نادر أن "نشهد استهدافات أخرى طالما أن الأمور لا تزال على حالها ولم تُنفَّذ جميع بنود الاتفاق من قبل الدولة اللبنانية، وقد تمتد الاستهدافات إلى أي منطقة، سواء في الضاحية أو بيروت أو غيرها".
وفي الختام، استبعد نادر "عودة الحرب الشاملة، إلا إذا لم تنفّذ الحكومة بند تفكيك الجماعات المسلحة، عندها قد تتولى إسرائيل هذا الأمر بنفسها. وفي هذه الحالة، لا يُستبعد حصول تدخل بري من قبل إسرائيل، إذ لا يوجد من يردعها حاليًا".