خاص ليبانون ديبايت

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 01 نيسان 2025 - 08:08 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

هل ينأى لبنان بنفسه عن التصعيد الإقليمي؟

هل ينأى لبنان بنفسه عن التصعيد الإقليمي؟

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

باستثناء أي تطورات دراماتيكية على خطّ التصعيد في البحر الأحمر، أو على جبهة جنوب لبنان، فإن بيروت على موعدٍ مع مرحلة جديدة على مستوى تطبيق القرار الدولي 1701 تحت عنوان استكمال تطبيق اتفاق الطائف، كون تنفيذ قرارات الشرعية الدولية تأتي ضمن سياق استكمال تطبيق الطائف، وذلك بمعزلٍ عن كل ما يُسجّل على هامش هذه العملية من مواقف تحمل نوعاً من التهديد للدينامية المتمثلة بالعودة إلى دولة المؤسسات التي انطلقت مع العهد الحالي، وإن كانت تسير وسط حقلٍ من الألغام والأفخاخ السياسية المتصلة بالعديد من العناوين المرفوعة، والتي تتطلّب جهوداً غير مسبوقة من أجل ترجمتها إلى أفعال.

ولم يكن "القطوع" الأمني الأخير المتمثل بتهديد اتفاق وقف إطلاق النار بعد استهداف إسرائيل لبيروت يوم الجمعة الماضي، وتأييد واشنطن للتصعيد الإسرائيلي، إلاّ دليلاً على أن كل المعادلات التي تكرّست منذ تشرين الثاني الماضي ما زالت هشّة، وأن وقف النار مع التطبيق "الهادىء" للقرار الدولي 1701، لا يُقنع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقد عبّرت عن ذلك بشكل قاطع نائبة المبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، يوم الجمعة الماضي، خلال اتصالاتها مع المسؤولين، عشية زيارتها الثانية إلى بيروت.


وبينما ترمي الديبلوماسية الأميركية إلى إطلاق مسارٍ "تفاوضي" تهدف من خلاله إلى التمهيد لعملية ديبلوماسية، ولو غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، فإن الواضح، وبعد سلسلة المواقف الرسمية في بيروت، أن هذا المسار مقفل وما من توجّه رسمي لبناني إلاّ للعودة إلى اتفاقية الهدنة، وذلك بعد انسحاب إسرائيل من النقاط التي لا تزال تحتلها في القرى الحدودية، والتي ما زالت تتمسّك بها للضغط فقط على لبنان وليس لأي هدف عسكري، طالما أن مسيّراتها لا تغيب عن أجواء الحدود والجنوب، وحتى المناطق اللبنانية كلها.


وإذا كانت الرسائل الصاروخية من الجنوب قد شكّلت محطةً مفصلية على مستوى السير باتفاق وقف النار من مرحلة إلى أخرى، فإن أوساطاً سياسية مواكبة، تعترف بأن بوادر التصعيد الإقليمي التي ظهرت أخيراً، وعلى الرغم من أن الساحة اللبنانية لم تعد على تماسٍ مباشر مع الإقليم، قد أعادت خلط الأوراق محلياً، وفتحت هامشاً أمام إسرائيل من أجل توظيف اندفاعة المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية لإنهاء التهديد المستمر لحركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، من أجل الضغط على لبنان للإسراع في تطبيق القرار 1701 بشأن السلاح غير الشرعي، الذي دلّت الصواريخ المجهولة من شمال الليطاني على وجوده، ولو كان "عبارة عن صواريخ بدائية سقطت عند الخط الأزرق بعد إطلاقها".


ومن هنا، تركّز الأوساط، على أهمية التحقيقات الجارية من أجل الكشف عن هوية مطلقي الصواريخ، وتعتبر أنه طالما أن النتائج لم تظهر بعد، فإن كل الأسئلة تبقى مطروحة حول "المستفيد الأول" من العمليتين الصاروخيتين، والذي ستحدّده نتائج هذه التحقيقات، خصوصاً وأن واشنطن اعتبرت أنه على الحكومة اللبنانية "لجم المجموعات الإرهابية التي تطلق الصواريخ" كما أن الجيش اللبناني "لا يعمل بنحوٍ كافٍ في مواجهة هذه المجموعات".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة