كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن استراتيجية جديدة يتبعها الجيش الإسرائيلي ضد مجموعات المقاومة في مخيمات الضفة الغربية، لا سيما في مخيم جنين. وتتمثل هذه الاستراتيجية في "تطهير المخيمات بالكامل"، وهو ما يُعتبر جزءاً من الموقف العدواني للاحتلال في أعقاب هجمات 7 تشرين الأول 2023.
وتشير الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى استباق أي تهديدات جديدة عبر هذه العمليات العسكرية، كما يحاول استخلاص الدروس من حرب غزة التي شهدتها المنطقة. وبحسب الصحيفة، فإن الضباط الإسرائيليين يعتقدون أن التصعيد العسكري في المخيمات سيمنع المقاومين الفلسطينيين من إعادة تنظيم صفوفهم، خاصة في ظل محاولات الاحتلال منعهم من التعافي بعد كل عملية عسكرية.
من جانبه، اعترف ضابط إسرائيلي متمركز في منطقة جنين بأن المقاومة الفلسطينية تعود إلى النشاط بشكل أسرع بعد انتهاء العمليات العسكرية في المخيم. وأوضح أن "الجيش" يسعى إلى القضاء على أي فرصة للمقاومة لكي تعاود تنظيم نفسها مجدداً.
وتعتبر الصحيفة أن مخيم جنين كان، وما يزال، مركزاً رئيسياً للمقاومة الفلسطينية. وتشير إلى أن إسرائيل تشن مئات المداهمات على هذا المخيم في السنوات الأخيرة، بما في ذلك عشرات العمليات في العام الماضي فقط. ويصف الفلسطينيون المخيم بأنه "رمز للمقاومة" ويعتبرونه من أهم الأماكن التي تمثل حقوقهم التاريخية في العودة إلى أراضيهم.
وفي إطار الاعتداءات التي نفذها الاحتلال على البنية التحتية لمخيمات اللاجئين، قالت الصحيفة إن الجرافات الإسرائيلية حولت معظم الطرق إلى رمال وطين، بينما جعلت عمليات الهدم القتالية العديد من المباني أنقاضاً. كما تم تدمير الأماكن المدنية مثل المدارس والمساجد، التي أصبحت مليئة بثقوب الرصاص جراء عمليات القصف.
كما زارت "وول ستريت جورنال" مخيم جنين في تقرير حصري مع الجيش الإسرائيلي، حيث تحدث حماد جمال، رئيس لجنة تقديم الخدمات الأساسية للمخيم، قائلاً: "هذه المخيمات رمز لحقنا في العودة، وما دامت موجودة، فهي تذكير يومي بأن هذه القضية لا تزال دون حل".
وتوسعت الحملة العسكرية الإسرائيلية على جنين في كانون الثاني 2025 لتشمل مدناً أخرى في شمالي الضفة الغربية، حيث ازدادت قوة المقاومة في جنين بتمويل من إيران، وتمكنت من الحصول على بنادق من نوع "M16" وتنظيم الخلايا المسلحة بشكل أكثر فعالية. وأشارت الصحيفة إلى أن المقاومة في جنين قد طورت وسائل قتالية إضافية مثل الأنفاق وصواريخ محلية الصنع، مما جعلها تهدد خطط الاحتلال بشكل أكبر.
في المقابل، يصر المسؤولون العسكريون الإسرائيليون على أن "إجبار المسلحين على مغادرة مخيماتهم في جنين يضمن عدم قدرتهم على تنظيم صفوفهم".
وفي خطوة إضافية لتضييق الخناق على المقاومة، استخدم الاحتلال جرافاته لتوسيع الطرق الترابية داخل المخيمات، مما يسمح للقوات الإسرائيلية باستخدام سيارات مدرعة في المناطق التي لم تكن تصل إليها من قبل، وهو ما يعكس مستوى التصعيد العسكري الذي يتبعه الجيش الإسرائيلي في المنطقة.