أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم امس الأحد عن خطط لفرض رسوم جمركية جديدة تشمل جميع البلدان، وذلك في خطوة من شأنها تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وبقية دول العالم. ترامب أوضح أن هذه الرسوم ستستهدف الدول التي أظهرت اختلالات تجارية واسعة مع الولايات المتحدة، وهو ما يعني أن العديد من الدول قد تتأثر بهذه التدابير الجديدة.
وقال ترامب للصحافيين على متن طائرته الرئاسية إن "الرسوم الجمركية ستشمل جميع البلدان"، مبددًا التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى أن الرسوم ستكون محدودة فقط على الدول التي تتصدر قائمة الاختلالات التجارية. من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل الخطة يوم الأربعاء المقبل، الذي أطلق عليه ترامب اسم "يوم التحرير".
وكان الرئيس الأميركي قد بدأ بالفعل في فرض رسوماً على واردات الألمنيوم والصلب والسيارات، إلى جانب زيادة الرسوم على جميع الواردات من الصين في وقت سابق من هذا العام. كما أشار المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، إلى أن هذه الرسوم ستستهدف في الأساس الدول التي تتمتع باختلالات تجارية واسعة مع الولايات المتحدة، والتي قد تتراوح بين 10 إلى 15 دولة. مع ذلك، لم يحدد هاسيت أو ترامب هذه الدول بشكل دقيق.
ترامب يرى أن الرسوم الجمركية هي وسيلة لحماية الاقتصاد الأميركي من المنافسة العالمية غير العادلة، كما يعتبرها ورقة ضغط من أجل التفاوض على شروط تجارية أفضل مع هذه الدول. ومع ذلك، تسببت المخاوف من تصاعد الحرب التجارية في قلق الأسواق المالية، وأثارت مخاوف من احتمالية التسبب في ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
في شباط، وقع ترامب مذكرة خاصة يدرس بموجبها مسؤولو التجارة الأميركيون التدابير التي يجب اتخاذها ضد كل دولة على حدة. وتهدف هذه الإجراءات إلى وضع قائمة من التدابير المضادة التي تكون مخصصة لكل دولة وفقًا لأوضاعها التجارية الخاصة مع الولايات المتحدة. وفي الأسبوع الماضي، أشار ترامب إلى احتمال تقليص نطاق الرسوم الجمركية في بعض الحالات، بحيث تُفرض بمعدلات أقل من تلك التي طبقتها الولايات المتحدة.
وتستمر الولايات المتحدة في تبني سياسات تجارية صارمة في إطار سعيها لتقليص العجز التجاري، وهو ما ينعكس بشكل كبير على العلاقات التجارية مع العديد من الدول الكبرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي. كان ترامب قد أعلن سابقًا عن فرض رسوم على عدد من السلع المستوردة، مما أدى إلى تزايد التوترات التجارية واندلاع حرب تجارية أثرت على الأسواق العالمية.