أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، عن استئناف قواته القتال "بقوة شديدة" في عدة مناطق من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في إطار جهوده للقضاء على قدرات ما وصفها بـ "المنظمات الإرهابية". جاء هذا الإعلان بعد ساعات من غارات جوية مكثفة شنها الطيران الإسرائيلي على مناطق في جنوب القطاع، خاصة في مدينة خان يونس، والتي أسفرت عن مقتل 30 شخصًا على الأقل، بينهم عدد كبير من الأطفال، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وفي بيان رسمي صادر عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، وجه الجيش دعوة لسكان رفح، خاصة في بلديات النصر والشوكة، والمناطق الإقليمية الشرقية والغربية، وأحياء السلام والمنارة وقيزان النجار، بالانتقال الفوري إلى مراكز الإيواء في منطقة المواصي حفاظًا على سلامتهم.
#عاجل ‼️ إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في مناطق رفح، بلديات النصر والشوكة والمناطق الاقليمية الشرقية والغربية وأحياء السلام، المنارة وقيزان النجار
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) March 31, 2025
⭕️يعود جيش الدفاع الإسرائيلي للقتال بقوة شديدة للقضاء على قدرات المنظمات الإرهابية في هذه المناطق.
⭕️من أجل سلامتكم عليكم… pic.twitter.com/Ps1JvDoJRY
من جهة أخرى، استمر التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة بعد هدنة قصيرة استمرت لأكثر من شهرين، حيث استأنفت إسرائيل، في 18 آذار، قصف غزة وتنفيذ العمليات البرية بعد استئناف الأعمال القتالية. ويعد هذا التصعيد الجديد تطورًا مهمًا في سياق النزاع المستمر منذ شهور بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد كرر، الأحد، مطالبته لحركة حماس بإلقاء السلاح ومغادرة قياداتها لقطاع غزة. وأكد نتنياهو في تصريحاته أن إسرائيل ستواصل تكثيف الضغط على الحركة، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تؤيد مواصلة العمليات العسكرية في القطاع، في وقتٍ تعمل فيه أيضًا على تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بالأوضاع في غزة.
من جهتها، أعلنت حركة حماس، المدرجة على قوائم الإرهاب الدولية، عن موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار كانت قد طرحته كل من مصر وقطر في محاولة لتهدئة الأوضاع. لكن إسرائيل، التي استأنفت ضرباتها في أواخر آذار، ترفض أي حديث عن تفاوض مع حماس، مؤكدة أن العمليات العسكرية ستستمر بالتوازي مع الجهود الرامية لإعادة الرهائن.
وقد تصاعدت وتيرة العنف في غزة بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، ما يزيد من القلق الدولي إزاء تدهور الوضع الإنساني في القطاع الذي يعاني من حصار طويل الأمد، فضلاً عن الخسائر البشرية الفادحة التي أصابت المدنيين، خاصة الأطفال. في الوقت نفسه، يشهد المجتمع الدولي اتصالات مكثفة لوقف التصعيد، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر للتوصل إلى تهدئة شاملة.