أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال حديثه اليوم عن الحكومة السورية الجديدة، أن الشعب السوري يجب أن يثبت للعالم أنه شعب واحد، مبدياً رفضه التام للمحاصصة في الحكومة الجديدة.
وأضاف في تصريحات لوسائل الإعلام عقب صلاة عيد الفطر التي أداها في مصلى قصر الشعب في دمشق، أن سوريا لن تستجيب لأي محاولات تقسيم سياسي، وأن الخطوات التي تُتخذ لن ترضي الجميع، ولكنها ستكون في مصلحة البلاد على المدى الطويل.
وأشار الشرع إلى أن سوريا تمر بطريق طويل وصعب، لكن لديها كل المقومات اللازمة للبناء في جميع المجالات. وأوضح أن الحكومة الجديدة عُمل عليها كثير من الجهود لاختيار الوزراء الذين لديهم الخبرة والكفاءة، والذين يضعون مصلحة الوطن على رأس أولوياتهم.
وقال: "لم نقبل بالتقسيم السياسي في التشكيل الحكومي لأنه سيعطل عمل الحكومة ويؤدي إلى المزيد من الانقسامات".
وأضاف الرئيس السوري أنه تم الابتعاد عن المحاصصة الطائفية في تشكيل الحكومة الجديدة، حيث تم التركيز على المشاركة الحقيقية التي تجمع جميع أطياف الشعب السوري.
وأكد أن الحكومة تضم وزراء من أصحاب الخبرات والكفاءات الذين سيساهمون في بناء سوريا الجديدة، مشيراً إلى أن هذا التشكيل الحكومي يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق التغيير والتحسين في مختلف القطاعات.
وذكر الشرع في خطابه أن الحكومة لن تقتصر على تلبية رغبات فئة معينة، بل ستسعى جاهدة لتحقيق العدالة والمساواة بين جميع السوريين. وأكد أن سوريا قد تجاوزت العديد من الظروف الصعبة التي مرّت بها، والمرحلة المقبلة ستكون أسهل مقارنة بما تم تخطيه.
وتابع الرئيس السوري قائلاً: "لقد سعينا قدر المستطاع لاختيار الأكفاء الذين لن تسيطر عليهم أي توجهات معينة. سنوفر جميع الإمكانيات اللازمة لهم ليقوموا بمهامهم على أكمل وجه".
واعتبر أن الطريق نحو البناء في سوريا يتطلب عملًا جماعيًا وتعاونًا بين جميع الأطراف دون اختلافات. وأكد أن أي خطوة سيتم اتخاذها لن تُرضي جميع الأطراف، ولكن "الهدف هو خدمة الوطن"، على حد قوله.
وفي الختام، أشاد الشرع بالردود الإيجابية التي تلقاها بخصوص التشكيل الحكومي الجديد، مؤكدًا أن هذه الحكومة ستكون خطوة حاسمة نحو تحسين الوضع الداخلي وتعزيز استقرار سوريا.
في وقت سابق من اليوم، أدى الرئيس السوري أحمد الشرع صلاة عيد الفطر في مصلى قصر الشعب في دمشق، وهي المرة الأولى التي يشهد فيها هذا المكان حدثًا من هذا النوع. وشارك في الصلاة عدد من كبار المسؤولين السوريين، من بينهم وزير الخارجية أسعد الشيباني، ورئيس مجلس الإفتاء الشيخ أسامة الرفاعي، بالإضافة إلى عدد من القادة العسكريين في وزارة الدفاع السورية وممثلين عن السلطة السورية والمواطنين.
وخلال خطبته، هنأ الشيخ المصلين بحلول عيد الفطر، مشيدًا بما وصفه بـ "نصر الفاتحين" في دمشق. وأضاف الخطيب قائلاً: "هذا العيد لا فساد فيه ولا استبداد، إنه يحمل السلام والمحبة والكرامة، وهو عنوان الفتح الذي دخله الفاتحون إلى دمشق". وتابع قائلًا: "هذا العيد يتمثل فيه القيم النبيلة التي ستُبنى عليها دولتنا الجديدة، إن شاء الله".