كما أنها تعقب الاتفاق الموقع في جدة بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري حول ترسيم الحدود بما يشي عن مناقشة مستفيضة لموضوع العلاقات اللبنانية السورية في رحاب المملكة. وفي هذا السياق يلفت الكاتب والمحلل السياسي نضال السبع في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن المملكة العربية السعودية هي الراعية لنظامنا السياسي، فهي من أنتجت اتفاق الطائف ومؤخراً لعبت دوراً بارزاً في انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وتسمية الرئيس نواف سلام لتشكيل الحكومة. ويؤكد أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة وخاصة أنها تأتي بعد زيارة وزيري الدفاع اللبناني والسوري حيث تم توقيع اتفاق على بدء ترسيم الحدود بين البلدين برعاية الأمير محمد بن سلمان، فمن الواضح أن هناك اهتماماً سعودياً بملفات المنطقة وخاصة في سوريا ولبنان.
وبالنسبة إلى لبنان، فإن زيارة الرئيس سلام هي زيارة مقررة مسبقاً ومن المفترض أن يوقع الرئيس سلام 22 اتفاقاً سبق أن قام بإعدادها سفير المملكة في لبنان وليد البخاري في المرحلة السابقة. ويكشف وفق معلومات لديه أنه خلال وجود الرئيس نواف في المملكة سوف يتم الإعلان عن رفع حظر سفر المواطنين السعوديين إلى لبنان. ويتوقع أن لا يقف هذا الأمر عند السعودية، فدولاً خليجية أخرى ستذو حذوها، وقد نرى في المرحلة المقبلة الإعلان عن دعم سعودي وتوجه بعض الشخصيات السعودية للقيام بالاستثمارات داخل لبنان، فمن الواضح أن المملكة تلعب اليوم دوراً كبيراً، وهي بهذه الخطوة في إطار دعم لبنان ودعم الحكم الجديد، ومن الواضح أنها توفر كامل الدعم للرئيس نواف سلام.
وفي الرسالة الأولى التي يمكن قراءتها من خلال هذه الزيارة أن السعودية عادت بحما مؤكد إلى لبنان، وهذا سيترجم بتوقيع الاتفاقات ورفع الحظر والمشاريع الاستثمارية. وفيما يتعلق بالرسالة الثانية، أنه بعد الخلافات بين الرئيسين سلام وعون على تعيين حاكم مصرف لبنان وحصول مرشح الرئيس عون على هذا المنصب، فإن السعودية التي كان لديها خيار آخر غير كريم سعيد، فإنها من خلال هذا التكريم لنواف سلام وأن يصلي إلى جانب الأمير محمد هو بمثابة الدعم السعودي المباشر لشخص سلام أولاً والرئاسة الثالثة ثانياً. أما عن إيحاء البعض أن حرارة الترحيب بسلام في السعودية هي رسالة سلبية أيضاً إلى الرئيس سعد الحريري، فيوضح أن الأخير غائب عن الساحة اللبنانية ولا يعتقد أن المملكة بوارد توجيه رسالة له لأنه عملياً هو لا يلعب أي دور حتى بعد الإعلان عن نية تيار المستقبل العودة للعب دور سياسي كان توجه الرئيس الحريري أن السيدة بهية الحريري هي من ستتولى هذا الأمر، لأنه يدرك أن العمل السياسي له يجب أن يمر عبر الرياض وهو يعلم هذا الأمر تماماً ولا يتجاوز السعودية.