بعد تهديد ترامب باتخاذ إجراءات عسكرية ضد النظام إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجه النووي، قال مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى لصحيفة "ذا تليغراف" أن طهران ستستهدف القاعدة البحرية المشتركة الأميركية-البريطانية في دييغو غارسيا رداً على أي هجوم أميركي.
وقال: "لن يكون هناك تمييز في استهداف القوات البريطانية أو الأميركية إذا تعرضت إيران للهجوم من أي قاعدة في المنطقة أو ضمن نطاق صواريخ إيران"، مضيفًا أنه "عندما يحين الوقت، لن يهم إذا كنت جنديًا أميركيًا أو بريطانيًا أو تركيًا، ستستهدف إذا تم استخدام قاعدتك من قبل الأميركيين".
وأشارت وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن طهران ستستهدف منشأة دييغو غارسيا بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الانتحارية ردًا على أي "عمل عدائي ضد الأمة الإيرانية". وحذرت بأن "إيران تمتلك أسلحة كافية لهذا الهجوم من داخل أراضيها، مثل النسخ الأحدث من صاروخ خرمشهر ذو المدى المتوسط والطائرة المسيّرة الشاهد-136B التي تصل مدتها إلى 4,000 كم".
وأضافت أن القاعدة هي في مرمى طهران لأنها تضم قوة قاذفات استراتيجية قادرة على ضرب المنشآت الإيرانية تحت الأرض. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية أن القاذفات من طراز "B-2 Spirit"، وهي قاذفات بعيدة المدى وذات قدرة على حمل الحمولات الثقيلة وميزات التخفي المتقدمة، تُعتبر منصة مثالية لتوجيه القنابل الثقيلة إلى المنشآت الإيرانية تحت الأرض. وأضافت أن القاذفات من هذا الطراز وصلت إلى القاعدة هذا الأسبوع، وفقًا لصور الأقمار الصناعية.
من جهته، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية: "ندين هذه التهديدات بأشد العبارات. تواصل الحكومة البريطانية العمل مع الشركاء في المنطقة لتشجيع التهدئة. القاعدة في دييغو غارسيا هي حيوية لأمن المملكة المتحدة والولايات المتحدة وتلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على الأمن الإقليمي والدولي".
وأدرجت وسائل الإعلام الإيرانية قاعدة دييغو غارسيا كهدف محتمل إلى جانب مواقع عسكرية أميركية أخرى في آسيا والشرق الأوسط، بما في ذلك قاعدة بحرية في البحرين قريبة من منشأة دعم بحرية بريطانية. وتعد دييغو غارسيا أكبر جزيرة في أرخبيل شاغوس، وهو إقليم بريطاني تسعى الحكومة البريطانية لتسليمه إلى موريشيوس. القاعدة، التي كانت منشأة مشتركة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة منذ السبعينيات، تمثل نقطة خلاف رئيسية في الصفقة الخاصة بتسليم الجزر.
يُعتقد أن هناك حوالي 4,000 من أفراد الخدمة الأميركية والبريطانية في الجزيرة، يتكونون من العسكريين والمقاولين المدنيين. يُقدر عدد أفراد القوات البريطانية بنحو 40 شخصًا يقدمون خدمات الشرطة والجمارك. وتقوم مجموعة صغيرة من مشاة البحرية الملكية بمهام الأمن. وكجزء من الصفقة المقترحة مع موريشيوس، من المقرر أن تُؤجر دييغو غارسيا مرة أخرى إلى المملكة المتحدة بتكلفة سنوية قدرها 90 مليون جنيه إسترليني، مما يسمح باستمرار العمليات العسكرية.
منذ عودته إلى منصبه، استعاد ترامب حملته "الضغط الأقصى" على إيران، التي تهدف إلى منعها من الحصول على سلاح نووي من خلال خفض صادراتها النفطية إلى الصفر، لكنه عبر أيضًا عن اهتمامه بالتفاوض بسرعة من أجل "اتفاق نووي سلمي موثق" مع النظام الإسلامي.
وحذر ترامب إيران، يوم الجمعة، من أنه "ستحدث أشياء سيئة للغاية" إذا فشلت طهران في التوصل إلى اتفاق نووي. وقال: "أرسلت لهم رسالة مؤخرًا، وقلت لهم: يجب أن تتخذوا قرارًا، إما أن نتحدث ونتوصل إلى اتفاق أو ستحدث أشياء سيئة للغاية لإيران".
وأضاف، "أنا لا أريد أن يحدث ذلك. تفضيلي الكبير، وأنا لا أقول ذلك من خلال القوة أو الضعف، هو أن نعمل معًا لحل المشكلة مع إيران. ولكن إذا لم نتمكن من التوصل إلى حل، ستحدث أشياء سيئة جدًا لإيران". وقد حظر علي خامنئي، الزعيم الأعلى لإيران، إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، قائلاً: "لا يوجد حل للمشكلة عن طريق التفاوض مع أميركا".