شدد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها بمناسبة "يوم القدس"، على التزام الحزب بدعم القضية الفلسطينية ورفض الاحتلال الإسرائيلي والتطبيع معه، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يُهزم، وأن المقاومة مستمرة في التصدي للعدوان.
وأكد الشيخ قاسم أن حزب الله يعتبر القضية الفلسطينية قضية حقّ، وهو ملتزم بدعم تحرير المقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى، الذي وصفه بأنه "أولى القبلتين". وأضاف: "نؤمن بأن النصر في نهاية المطاف سيكون للشعب الفلسطيني، لأننا موعودون بذلك في كتاب الله تعالى".
وأشار إلى أن حزب الله قدم مساندة مهمة للشعب الفلسطيني، ولا سيما في قطاع غزة، مؤكدًا أن هذا الدعم بلغ أعلى مراتبه بشهادة "سيد شهداء الأمة" السيد حسن نصر الله. كما شدد على أن الحزب يلتزم بالأمر الشرعي لقيادته المتمثلة بالإمام الخامنئي، على نهج الإمام الخميني، وأنه يرى في نصرة المستضعفين مصلحة تعود بالخير على فلسطين والمنطقة بأكملها.
وفي الشأن اللبناني، حذر الشيخ قاسم من أن إسرائيل تضع لبنان ضمن لائحة الضم، خصوصًا في جنوبه، مشيرًا إلى أن الاحتلال لا يزال يطمح إلى التوسع، وما حصل في بلدتي حولا وشمع من زيارات إسرائيلية يعدّ دليلًا على ذلك. وقال: "إسرائيل عدو توسعي، ولن تتوقف عند حدود، لذلك علينا أن نبقى في حالة جهوزية لمواجهة أي محاولة لفرض واقع جديد".
وأكد أن المقاومة استطاعت منع إسرائيل من تحقيق أهدافها، لافتًا إلى أن الاحتلال اضطر إلى القبول بوقف إطلاق النار بعد فشله في تحقيق غاياته. وأضاف: "لن نسمح لأحد بسلب قوتنا في مواجهة إسرائيل، ولا يمكن أن نقبل بمعادلة تستبيح فيها إسرائيل لبنان وتسرح وتمرح ساعة تشاء".
وشدد الشيخ قاسم على أن مسؤولية الدولة اللبنانية لا تقتصر على الإجراءات الدبلوماسية، بل يجب عليها التصدي للاعتداءات الإسرائيلية ومنع الاحتلال من فرض وقائع جديدة. وقال: "لبنان مع مقاومته نفّذ الاتفاق بشكل كامل، بينما إسرائيل لم تلتزم به". كما أكد أن جميع أركان الدولة اللبنانية متفقون على رفض التطبيع، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحاول تحقيق ما لم تتمكن من تحقيقه بالحرب عبر المسارات السياسية، وهو ما لا يمكن القبول به.
وكان حزب الله قد أرجأ خطاب الشيخ قاسم، الذي كان مقررًا يوم الجمعة، بسبب التصعيد الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على عدة مناطق، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى وتدمير عدد من المنشآت والمباني السكنية. وأكد حزب الله في بيان رسمي أن قرار التأجيل جاء نتيجة التصعيد الخطير الذي شهدته المنطقة، والذي استدعى التركيز على التطورات الميدانية.