اقليمي ودولي

السبت 29 آذار 2025 - 09:40

من بلونت إلى سيغنال... تاريخ طويل من الفضائح السياسية في أميركا

من بلونت إلى سيغنال... تاريخ طويل من الفضائح السياسية في أميركا

بينما لا تزال أصداء "فضيحة سيغنال"، كما سميت، تتردد في أميركا، عقب استخدام أهم مستشاري الأمن للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تطبيق التراسل المجاني هذا، لمناقشة ضربة عسكرية وشيكة على قواعد الحوثيين في اليمن، مستمرة، عادت إلى الأذهان حوادث مماثلة.


فمنذ فترة استقلالها، شهدت الولايات المتحدة الأميركية فضائح سياسية كثيرة أثارت غضباً في الشارع الأميركي.


وفي الغالب، ارتبطت هذه الفضائح بعمليات استغلال للسلطة، ونهب الأموال، والتهرب من الضرائب، وحجب المعلومات والمغالطات.


إلا أن أشهرها على الإطلاق، تلك الفضيحة التي ارتبطت بالنائب عن ولاية تينيسي في مجلس الشيوخ، وليام بلونت، إذ توصف على أنها واحدة من أولى الفضائح السياسية بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية ما بعد الاستقلال، خصوصاً أنها أسفرت لاحقاً عن طرد الأخير من مجلس الشيوخ عقب اتهامه بالخيانة.


فخلال العام 1790، عيّن الرئيس الأميركي جورج واشنطن السياسي، المصنف ضمن الآباء المؤسسين الموقعين على وثيقة الدستور، وليام بلونت كأول حاكم على أراضي الجنوب الغربي الواقعة جنوب نهر أوهايو.


وبتلك الفترة، أدار بلونت شؤون المنطقة انطلاقاً من منزل واقع في بروكي ماونت وأبرم بحلول تموز 1791 اتفاقية هولستون مع قبائل شيروكي المصنفة ضمن قبائل السكان الأصليين.


وبهذه الاتفاقية، تعهدت السلطات الأميركية بضمان حفاظ هذه القبائل على أراضيها التي لم تنتزع منها حسب المعاهدات السابقة. فضلاً عن ذلك، حصلت هذه القبائل حينها على حماية الحكومة الأميركية.


من جهة ثانية، نقل بلونت عاصمة أراضي الجنوب الغربي نحو مدينة نوكسفيل حديثة النشأة. وبتلك الفترة، أطلق بلونت هذا الاسم على العاصمة الجديدة نسبة لوزير الحرب هنري نوكس.


وبحلول مطلع آب 1796، عين وليام بلونت نائبا في مجلس الشيوخ عن ولاية تينيسي التي انضمت للاتحاد يوم 1 حزيران 1796. وبسبب فضيحة ربطته ببريطانيا ومستعمرات إسبانيا بالمنطقة، أقصي الأخير من هذا المنصب بعد أقل من عام عن تعيينه.


أثناء فترة توليه لمنصب حاكم أراضي الجنوب الغربي، ضارب وليام بلونت بشراسة على الأراضي بالمزادات.


بفضل ذلك، حصل الأخير على نسبة هامة من الأراضي وامتلك عدداً كبيراً من العبيد الذين عملوا بها. وبالتزامن مع ذلك، اضطر بلونت للتدين بنسبة كبيرة ووجد نفسه بأزمة مالية خانقة عقب تعاظم ديونه.


كما وضع وليام بلونت خطة سرية حاول من خلالها إقناع شعوب شيروكي وكريك بمساعدة البريطانيين للسيطرة على أراضي فلوريدا ولويزيانا الإسبانية، آملاً في استغلال الأمر لرفع أسعار الأراضي في الجنوب الغربي.


وبقيت الخطة سرية حتى كشفها عدد من السياسيين الأميركيين. فمطلع تموز 1797، قدم الرئيس الأميركي جون أدامز رسالة بخط وليام بلونت أشارت لتحريض الأخير لقبائل شيروكي وكريت لدعم البريطانيين ومهاجمة الإسبان.


وأسفرت عملية كشف هذه الرسالة عن بدء إجراءات عزل ضد وليام بلونت بدعوة من مجلس النواب الذي صوت لصالح ذلك.


ففي يوم 8 تموز 1797، أقصي بلونت من مجلس الشيوخ عقب تصويت أغلبية أعضائه لصالح قرار طرده ليحل بذلك بدلاً منه السياسي جوزيف أندرسون.


وطيلة الأشهر التالية، واصل الكونغرس الأميركي مناقشة قضية عزل وليام بلونت الذي اتهم من قبل كثيرين بالخيانة.


وبإحدى الجلسات مطلع العام 1798، اندلع بمجلس النواب الأميركي عراك بالأيادي بين النائبين ماثيو ليون وروجر غريسوولد.


علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة