"ليبانون ديبايت"
مع كل عملية إطلاق صواريخ من جنوب لبنان نحو شمال إسرائيل، وبمعزلٍ عمّا إذا كانت هذه الصواريخ مجهولةً أو تمّ تبنّيها، ولو متأخراً، من تنظيم فلسطيني، يتجدّد الحديث في أوساط معارضي "حزب الله" عن تناقضات وتباينات في "حزب الله"، وذلك على مستوى القرار بالعمل العسكري وتجدّد المقاومة للردّ على التمادي الإسرائيلي بقصف العاصمة.
وعلى الرغم من أن مسؤولي الحزب يؤكدون بشكل شبه يومي على وحدة القرار، وعلى الإلتزام بالموقف الرسمي، وبالتالي بالقرار الحكومي، فإن مصادر مراقبة للتطورات الميدانية الأخيرة، لا تستبعد فكرة أن الحصار البرّي للحزب منذ سقوط نظام بشار الأسد، بالتزامن مع الحصار الجوي مع منع هبوط الطائرات الإيرانية في مطار بيروت، قد فرض معادلةً جديدة، وأعاد رسم مشهد المقاومة جنوب وشمال الليطاني.
ووفق ما تؤكده المصادر ل"ليبانون ديبايت"، فإن العودة إلى المربع الأول من حيث المواجهة والحرب، تبقى احتمالاً قائماً لدى إسرائيل التي ركّزت على استحضار مناخ القلق من تكرار استهداف الضاحية، وبالتالي، فرض معادلة جديدة تتجاوز الضغط على الحزب مباشرةً إلى الضغط على بيئته.
وتلفت المصادر إلى أن هذا الضغط المتجدِّد، يأتي في الوقت الذي تدرك فيه كل الأطراف أن ما من قرار بالردّ المباشر، خصوصاً بعد التزام الحزب، في بيانٍ صادر عنه بالأمس، باتفاق وقف إطلاق النار، حتى بعد استهداف الضاحية الجنوبية.
وبناءً على ما تقدم، فإن المصادر نفسها، لا تتوقع اتساع رقعة المواجهة أو عودةً إلى مشهد الحرب، مكتفيةً بالقول إن أي خطوة تدفع نحو التصعيد، دونها محاذير كبيرة، أبرزها تقدير الجميع في لبنان، أن بنيامين نتنياهو بات متفلّتاً من أي ضوابط، وهو ترجم ذلك في قطاع غزة، في إشارة واضحة إلى أن "الآتي قد يكون أعظم".