خاص ليبانون ديبايت

الجمعة 28 آذار 2025 - 17:09

"صواريخ اليوم بداية لجولة جديدة"... التصعيد المقبل قد يكون أشد!

"ليبانون ديبايت"

في وقت تعصف بالمنطقة تحولات سياسية وأمنية دقيقة، يأتي التصعيد الأخير في إطلاق الصواريخ من لبنان ليطرح تساؤلات عديدة حول الدوافع والمصالح الكامنة وراءه.

ويرى الباحث الدكتور خالد الحاج، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أنه "لا يمكن فصل هذه الصواريخ عن المشهد الإقليمي الأوسع، خاصة في ظل التبادل الإيجابي للرسائل بين إيران والولايات المتحدة بشأن الاتفاق المحتمل، تكرار هذا التصعيد للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، بعد تداول أنباء عن إيجابية في العودة إلى المفاوضات، ليس مجرد صدفة، بل يُظهر وجود أطراف مستفيدة من تأجيج التوترات وأخرى متضررة، مما يستدعي قراءة معمقة لدوافع هذه الأحداث وتأثيراتها على لبنان والمنطقة".


ويشير في هذا الإطار إلى توقيت إطلاق الصواريخ ودلالاته، مؤكدًا أن "التزامن بين التصعيد في الجنوب اللبناني والانفراجات بين طهران وواشنطن يعكس صراعًا داخليًا في دوائر صنع القرار الإيرانية، فثمة تيارات مؤيدة للتفاهم مع الغرب، وأخرى ترى في أي تسوية تهديدًا لنفوذها الإقليمي في هذا السياق، يمثل الجنوب اللبناني ساحة مناسبة لإفساد أي بوادر صفقة محتملة".


ويلفت إلى أن "المستفيد الأول من هذه العمليات هو إسرائيل، التي تسعى إلى إبقاء جبهة الشمال مشتعلة بشكل محسوب بما يخدم أهدافها الاستراتيجية في أكثر من اتجاه، من جهة، يساعد ذلك في الضغط على الإدارة الأميركية لتشديد موقفها تجاه إيران، ومن جهة أخرى، يوفر ذريعة لتكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان وسوريا، كما أن أي فشل في التوصل إلى اتفاق نووي جديد قد يؤدي إلى عمل عسكري أمريكي ضد إيران".


في المقابل، يؤكد أن "المتضرر الأكبر من هذا التصعيد هو لبنان، وخاصة أهل الجنوب الذين يدفعون ثمن هذه الرسائل السياسية من أمنهم واستقرارهم، فالجنوب، الذي يعاني بالفعل من ضغوط اقتصادية ومعيشية، لا يتحمل مزيدًا من التصعيد الذي قد يؤدي إلى ردود فعل إسرائيلية أكثر عنفًا، مما يزيد من تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي".


وبرأي الحاج أنه "بالنظر إلى التطورات الأخيرة، لا يبدو أن هذه الجولة من التصعيد ستكون الأخيرة، بل من المتوقع أن نشهد المزيد من العمليات العسكرية التي قد تتطور إلى مواجهة أوسع وربما حرب شاملة، إسرائيل ترى أن مصلحتها تكمن في منع التوصل إلى أي اتفاق نووي مع إيران، وهي مستعدة لاستخدام كافة الوسائل لتحقيق ذلك، بما في ذلك الضغط العسكري والدفع نحو مواجهة مفتوحة".


ويعتبر أن "ما يعزز هذا الاحتمال هو رغبة إسرائيل في جر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع إيران، خاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، هناك تيار داخل المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية يرى أن ضرب البرنامج النووي الإيراني لن يكون فاعلًا دون مشاركة أميركية مباشرة، لذلك، فإن إبقاء التوترات مشتعلة في أكثر من جبهة، خصوصًا في لبنان وسوريا، قد يكون جزءًا من استراتيجية أوسع لخلق مناخ يدفع واشنطن إلى تبني موقف أكثر تشددًا".


من هذا المنطلق، يخلص الحاج إلى القول، بأن "الصواريخ التي أطلقت اليوم لن تكون الأخيرة، بل قد تكون مقدمة لمرحلة أكثر تصعيدًا، قد تصل إلى نقطة اللاعودة حيث تجد الأطراف نفسها منجرفة نحو مواجهة مفتوحة".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة