لا يستبعد الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن تقضم إسرائيل جزءاً من جنوب لبنان في إطار مشروعها التوسعي في المنطقة، ويؤكد أن "الإسرائيليين يعملون اليوم على هذا المشروع ضمن سياقين، الأول هو المنطقة العازلة التي قد تكون خالية من السكان أو تحت نيران السيطرة الإسرائيلية، وهذا ما يحصل حالياً في الجنوب اللبناني أو في سوريا، أما الثاني فهو تحويل المنطقة العازلة إلى منطقة غير آمنة، بمعنى منع الأهالي من العودة إلى قراهم وعرقلة عودتهم".
أما بالنسبة للموقف اللبناني، فيرى أن "المقاومة ما زالت تمارس "الصبر الاستراتيجي"، وهي في مرحلة من الصعب تقديرها، وستستمر هذه السياسة على المدى المنظور، وفيما يتعلق بالموقف الرسمي للدولة اللبنانية، تبقى العين على مدى توافق الأطراف الخارجية معها في الموقف الذي قد تتخذه".
ويكشف شومان أن "الهدف الإسرائيلي من قضم الأراضي واستمرار العدوان هو في إطار الضغط العسكري وفرض التفاوض معها بالنار، فإما جلب لبنان نحو التطبيع، وهو ما لم يخفِ المبعوث الأميركي ستيفن واتكوف أو نائبه مورغان أرتاغوس نية الولايات المتحدة في هذا الإطار، وفي حال فشلوا في هذا الأمر، على الأقل سيكون هناك ترتيبات أمنية في الجنوب".
ولا يستبعد شومان حصول الأمر نفسه مع سوريا، ويبرر هجوم الرئيس السوري أحمد الشرع على حزب الله، قائلاً إنه "لو حاول التقرب من الحزب، فمن المؤكد أنه سيتعرض للاغتيال فوراً، وإن كان لدى الشرع رغبة في التقرب من إيران، إلا أن هناك فصائل معه ليست موافقة على ذلك، وأي علاقة جيدة مع الحزب وإيران تعني تصفيته جسدياً، سواء داخل جماعته أو خارجها".