بالنسبة للقاء الثلاثي الذي سيجمع كل من الرؤساء اللبناني جوزاف عون والفرنسي إيمانويل ماكرون والسوري أحمد الشرع، يلفت الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم في حديث إلى "ليبانون ديبايت" إلى أن الرئيس عون بدأ بإقامة توازن، حيث كانت زيارته الأولى إلى المملكة العربية السعودية والتي لها معانيها، ثم ذهب إلى فرنسا من أجل هذا التوازن.
أما بالنسبة إلى اللقاء مع الرئيس الشرع، فمن المؤكد بأية حال أن سوريا لن تعطي لبنان أي شيء والنظام الحالي في سوريا يجد أن توتر العلاقة مع لبنان هو المدى الحيوي له، ويتذرع بمحاربة حزب الله، لذلك فإن عملية ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا استهلكت قرنًا من الزمن ولا أمل بترسيم حدود ثابتة بين لبنان وسوريا ودائمة.
ويؤكد أنه ليس من مصلحة سوريا ترسيم الحدود مع لبنان بشكل دائم وقاطع، لا سيما أن هناك مشكلة كبيرة متمثلة اليوم بحوالي 30 ألف لبناني كانوا يقطنون ولديهم أملاك في الداخل السوري عند الحدود وطُردوا من هناك، والظاهر أن النظام السوري الجديد يصعد باتجاه لبنان.
ويذكر أنه في كافة العهود السورية كان التصعيد دائمًا مع لبنان، ويعتقد أن أي نظام سوري يتغذى على هذه المشكلة ويستفيد منها، واليوم فإن ذريعته هي حزب الله بنوع من المبالغة، لكي يبرر عملية المماحكة والمعركة مع اللبنانيين.
وفيما يتعلق بالجهود الفرنسية من أجل عقد مؤتمر لإعادة إعمار لبنان، فمن المؤكد بأية حال أن لدى الفرنسي نية حسنة تجاه لبنان ويهمه تقديم أي شيء للبنان، لأنه يعتبر أن لبنان جزء من وصايته التاريخية، وبالتالي مؤتمرات باريس أيام الرئيس السنيورة والحريري شاهد على ذلك ولديه النية اليوم بمساعدة لبنان، ولكن السؤال هل سيسمح له الأميركي بذلك أو يمنعه؟
ويلفت إلى ما قاله الرئيس إيلي الفرزلي نقلاً عن الرئيس بري أنه ليس هناك من إعمار ومساعدات أو حتى السماح لأهالي الجنوب بإعادة الإعمار حتى بالإمكانات الذاتية، ويتوقع أن تحاول فرنسا إلا أنها لن تنجح.