حذّر رئيس مجلس الوزراء، نواف سلام، مجددًا من خطورة تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، مشددًا على ضرورة ضبط الأوضاع ومنع أي تصعيد قد يجرّ لبنان إلى مزيد من التوتر.
وفي هذا السياق، أجرى الرئيس سلام اتصالًا بقائد الجيش، العماد رودولف هيكل، للاطلاع على حقيقة التطورات الأمنية في الجنوب، وطلب منه التحرك السريع لإجراء تحقيقات شفافة لكشف الجهات التي تقف خلف عملية إطلاق الصواريخ الأخيرة، والتي وصفها بأنها "غير مسؤولة وتهدد أمن لبنان واستقراره".
وطالب سلام بتكثيف الجهود الأمنية للتحري عن الفاعلين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص، مؤكدًا ضرورة منع تكرار مثل هذه الأفعال التي قد تجر البلاد إلى مواجهة غير محسوبة العواقب. كما شدد على أهمية استكمال الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة، مشيرًا إلى أن أي قرار بالحرب أو السلم هو من صلاحيات الدولة اللبنانية حصراً.
في إطار المساعي الدبلوماسية، أجرى سلام سلسلة اتصالات بمسؤولين عرب ودوليين لحشد الدعم والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكررة على الأراضي اللبنانية. كما أكد مجددًا تمسك لبنان الكامل بالقرار 1701، والالتزام بترتيبات وقف الأعمال العدائية، لافتًا إلى أن الجيش اللبناني هو الجهة الشرعية الوحيدة المخولة بحماية الحدود.
يأتي هذا التحرك وسط تصعيد ميداني متسارع في الجنوب اللبناني، حيث شهدت الساعات الأخيرة تبادلًا للقصف بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة اللبنانية، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة وسقوط عدد من الإصابات في صفوف المدنيين. وكانت المدفعية الإسرائيلية قد قصفت عدة بلدات حدودية، من بينها كفرتبنيت، التي استُهدفت بغارة جوية أسفرت عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين، بينهم أطفال.
في المقابل، أفادت مصادر أمنية بأن صواريخ أُطلقت من الجنوب باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للحدود، حيث سُمع دوي انفجارات في مناطق مارغليوت وكريات شمونة، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الرد بقصف مدفعي وجوي عنيف.
وتزامنًا مع التوتر العسكري، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا لسكان الضاحية الجنوبية، داعيًا إلى إخلاء مبنى محدد قبل قصفه، وهو مبنى يقع في منطقة قريبة من مدرستين تضمان أعدادًا كبيرة من التلامذة، ما أثار مخاوف من وقوع كارثة إنسانية في حال استهداف الموقع.
في ظل هذه التطورات، تتزايد المخاوف من انزلاق الأوضاع نحو تصعيد أوسع، خاصة مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية التي لوّحت بتوسيع نطاق العمليات العسكرية، فيما يسعى لبنان دبلوماسيًا إلى احتواء التصعيد وتجنب تدهور إضافي للوضع الأمني.