في هذا السياق، تؤكد خبيرة الحماية الأسرية والناشطة الاجتماعية رنا غنوي، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن دور الأهل في هذه المرحلة هو توفير الأمان العاطفي للأطفال، لا إنكار مشاعرهم أو تحميلهم مسؤوليات تفوق قدرتهم. وقدّمت غنوي مجموعة من التوجيهات حول كيفية مساعدة الأطفال في التعامل مع الخوف بطريقة صحية:
اعترفوا بمشاعرهم بدلًا من إنكارها
تؤكد غنوي أن الخوف رد فعل طبيعي، لذا يجب ألا نقول للطفل "لا تخف" أو "الخوف ممنوع"، بل الاعتراف بمشاعره. إذا سمع الطفل صوت انفجار أو قصف، يمكن القول: "معك حق، هذا الصوت مزعج ومن الطبيعي أن تشعر بالخوف".
لا تحمّلوهم مسؤولية الصمود
تحذر غنوي من تحميل الأطفال مسؤولية مواجهة الخوف أو التحدي، لأن ذلك يضع عليهم ضغطًا نفسيًا كبيرًا. الأفضل هو طمأنتهم بعبارات مثل: "صوت القصف مزعج، ونحن هنا معًا وسنبذل جهدنا للبقاء هادئين. "
علموهم كيفية تهدئة أنفسهم
من المهم منح الأطفال أدوات للتعامل مع خوفهم بدلاً من كبت مشاعرهم. يمكن تعليمهم التنفس العميق، التفكير في لحظة سعيدة، أو اللعب مع الأصدقاء والأشقاء لتخفيف القلق.
التنسيق مع المدرسة
غنوي توصي الأهل بالتنسيق مع المدرسة لتوفير بيئة داعمة للأطفال. من المهم إخبارهم بأن المدرسة تعرف كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات وأن هناك من سيهتم بهم.
لا تقارنوهم بغيرهم
وتشدد على ضرورة عدم مقارنة الأطفال ببعضهم البعض عند مواجهة الخوف. بدلاً من قول "انظر إلى فلان لم يبكِ"، يجب القول: "كل شخص يعبر عن خوفه بطريقته الخاصة".
وفي الختام، تؤكد غنوي، أن مساعدة الأطفال على التعامل مع الخوف بطريقة صحية أساسية لبناء شخصية مرنة نفسيًا، قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية دون آثار نفسية سلبية طويلة الأمد.