"ليبانون ديبايت"
تشهد مناطق البقاع الأوسط توتراً متزايداً بسبب انتشار اليافطات والصور السياسية والدينية المتقابلة في الشوارع والساحات، ما يهدد بإشعال فتنة في منطقة تتميز بتنوّعها الطائفي والحزبي.
ومنذ اغتيال أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله، ارتفعت صوره في العديد من الشوارع والساحات، بالتزامن مع انتشار صور الرئيس السوري أحمد الشرع، ممّا أدى إلى تصاعد التوتر في بعض المناطق السنّية والمسيحية. وقد زاد من حدة الإحتقان القرار المستغرب بتوزيع صور أحمد الشرع في البقاع الأوسط، الأمر الذي جعل بعض الأحياء والساحات تبدو وكأنها ساحات صراع.
في ظل هذه الأجواء المشحونة، تدخل الجيش اللبناني لمعالجة الوضع، لكن الحل الجذري لهذه الظاهرة يبقى في يد وزارة الداخلية والمحافظين والبلديات، الذين طُلب منهم العمل على إزالة الصور واليافطات من الأماكن العامة حفاظاً على الإستقرار. ومع ذلك، لم يحصل تجاوب واضح حتى الآن، ما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التردد، فهل يعود إلى مخاوف من ردود الفعل، أم أن هناك حسابات سياسية تؤخر تنفيذ القرار؟
إن ترك الأمور على هذا النحو قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد، ما يستدعي تحركاً سريعاً وجاداً من الجهات المختصة لضبط الأوضاع ومنع أي تداعيات قد تهدد السلم الأهلي.
يخشى البعض من أن استمرار هذا التوتر قد يؤدي إلى سيناريو مشابه لما شهدته بيروت وبعض المناطق اللبنانية في 7 أيار 2008، عندما أدى تصاعد الخلافات السياسية والطائفية إلى مواجهات عنيفة. ورغم اختلاف المعطيات السياسية والأمنية اليوم، إلاّ أن انتشار الشعارات والصور المتناقضة في مناطق مختلطة طائفياً قد يشكل بيئة خصبة للتوتر ولما لا، الإقتتال الداخلي.
لذلك، فإن المسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف السياسية والأمنية لضبط الوضع ومنع أي تصعيد غير محسوب، حفاظاً على السلم الأهلي والاستقرار الوطني.