"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
الرسائل الأميركية المتطايرة من بيروت إلى اليمن مروراً بسوريا والعراق، تحمل مضامين متنوعة من حيث الشكل، إنما موحدة من حيث المضمون، وهي تستهدف في مجموعها استكمال عملية دحرجة "دومينو" وحدة ساحات المحور الإقليمي، والتي كانت بدأت من بيروت فدمشق إلى العراق حتى اليمن في الساعات ال48 الماضية، حيث كان القصف الأميركي يصيب اليمن، ولكن هدفه الفعلي هو إيران، التي وصلتها الرسالة "التحذيرية".
وإذا كان واضحاً لكل هذه الساحات التي توحّدت بمواجهة إسرائيل والحرب على غزة، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، ترفض الحروب ولا تريد خوض أي مواجهة مع أي جهة دولية أو إقليمية، فإن هذا الأمر لا يعني أن الرئيس ترامب سيسمح ببقاء "التهديد الحوثي" للتجارة الدولية تحت عنوان "مساندة الفلسطينيين في غزة"، خصوصاً وأن تهديد التجارة الدولية هو شعار تلتقي عليه عواصم القرار الغربية والعربية، ومن الصعب لأي دولة معارضته.
وفي استعراض للضربات الأميركية على اليمن، يمكن القول، وفق مصادر دبلوماسية متابعة، إن عودة الحوثيين إلى استهداف حركة الملاحة في البحر الأحمر، قد شكّل فرصةً ذهبية للرئيس الأميركي، للظهور بصورة "البطل" الذي يحارب من يعطّل الملاحة الدولية، وهو ما سيعجز أي طرف، سواء في المنطقة أو في العالم، وحتى روسيا وربما الصين، عن الإعتراض عليه، باستثناء إيران التي رفعت الصوت، وذلك في ردٍ مباشر وسريع على رسالة ترامب النارية.
ولكن التصعيد الأميركي الأخير، والمرشّح للإستمرار في الأيام المقبلة، لا يعني بالضرورة أن الرئيس ترامب قد عدل عن وعده بمنع أي حروب جديدة في العالم، ومساعيه لوقف الحروب التي سبقت وصوله إلى البيت الأبيض، إذ توضح المصادر الدبلوماسية، التي تكشف أن لا قرار أميركياً بأي حرب على إيران، وذلك خلافاً لكل ما هو متداول من سيناريوهات بدأت تنسجها جهات إقليمية أو أوروبية حول أن طهران هي التالية بعد اليمن، بل على العكس من كل السيناريوهات المتداولة في الساعات الماضية، فإن الهدف من الرسالة الصاروخية الأميركية ـ البريطانية ضد جماعة الحوثي، هو وضع حدٍ لعملياته التي استأنفها أخيراً، والضغط على الجانب الإيراني من أجل وضع حدٍ لها، على الرغم من أن طهران أعلنت أن قرار الحوثي مستقلّ.
وانطلاقاً ممّا تقدم، تجزم هذه المصادر، بأن إيران لن تكون التالية، لأن الرئيس الأميركي متمسك بعدم تكرار أي تجربة عسكرية لأي من الرؤساء الأميركيين السابقين في الشرق الأوسط، أو في أي منطقة أخرى، بمعنى أن استخدام القوة مع الجانب الإيراني، ليس وارداً في روزنامة واشنطن اليوم، بل التوجّه هو نحو زيادة الضغط الإقتصادي عبر العقوبات التي ازداد عددها بشكلٍ دراماتيكي منذ بدء عهد ترامب الرئاسي.
وباعتقاد المصادر الدبلوماسية المتابعة، فإن الحرب الوحيدة التي سيشنها ترامب ضد إيران، ستكون الحرب الإقتصادية، وهي أقسى من الحرب العسكرية، لأنه، وفي حسابات الربح والخسارة، فإن كلفتها باهظة على النظام الإيراني، ومتدنية بالنسبة للجانب الأميركي.
إيران ليست التالية بعد اليمن...!

اخترنا لكم

اقليمي ودولي
الاثنين، ٣١ آذار ٢٠٢٥

اقليمي ودولي
الاثنين، ٣١ آذار ٢٠٢٥

بحث وتحري
الاثنين، ٣١ آذار ٢٠٢٥

بحث وتحري
الاثنين، ٣١ آذار ٢٠٢٥
علـى مـدار الساعـة
-
21:58 قادة العالم يهنئون ترامب بانتخابه رئيساً للولايات المتحدة -
10:48 مسنّو لبنان قلقون: لا دواء ولا استشفاء! -
12:29 خريطة الحكومة لردّ الودائع… هذه أبرز معالمها -
08:14 أسعار نار وإرتفاع مجنون بين الصيف الماضي وهذا الصيف -
08:52 "من بيت لبيت": مبادرة شبابية في الزمن الصعب -
11:11 نار الكتب والأقساط تحرق الجيوب
علـى مـدار الساعـة
09:49 وزير الخارجية البريطاني: لندن مستعدة لمناقشة اتفاق أمني مع الاتحاد الأوروبي09:36 الجيش الإسرائيلي يحذر سكان عدة أحياء في رفح من عودة قواته للقتال بشدة ويدعوهم للانتقال بشكل فوري إلى منطقة المواصي09:30 تحقيق لـ"وول ستريت جورنال": الجرافات الإسرائيلية حولت الطرق في مخيم جنين إلى رمال وطين09:15 أوكرانيا: روسيا أطلقت 131 مسيرة وصاروخين بالستيين في هجوم أثناء الليل09:07 وزير الدفاع الإسرائيلي السابق غانتس: رئيس الوزراء يواصل حملته ضد القضاء ويقود إسرائيل نحو أزمة دستورية خطيرة08:55 خامنئي: إذا فكروا بالقيام بفتنة في الداخل سيرد عليهم الشعب الإيراني كما رد في الماضي08:53 الرئيس السوري: رفضنا المحاصصة في تشكيل الحكومة لأن التقسيم السياسي سيؤدي إلى تعطيل عملها08:49 خامنئي: إذا هاجمتنا الولايات المتحدة فإنها ستتلقى ردا قويا وشديدا من إيران08:46 المرشد الإيراني علي خامنئي: عداوتنا مع أميركا باقية على حالها و"نحن لا نخضع للتهديدات"08:40 المرشد الإيراني علي خامنئي: الكيان الصهيوني يبيد الناس ويرتكب الجرائم في غزة وقد يعتدي على بلدان أخرى08:38 إعلام أميركي: تخفيضات ترامب في تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أعاق الاستجابة الأميركية لكارثة الزلزال في ميانمار08:30 كراكاس: واشنطن ألغت تراخيص شركات البترول الفنزويلية الدولية
الأكثر قراءة
تسجّل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني

