جنديات إسرائيليات ينتقدن الجيش: "حذرناكم وتجاهلتمونا"

وجهت أربع جنديات إسرائيليات انتقادات لاذعة للجيش الإسرائيلي، عقب أسابيع من إطلاق سراحهن من قطاع غزة، حيث قضين أكثر من 15 شهرًا في الأسر لدى حركة حماس.

وكانت الجنديات، وهن عسكريات في وحدة المراقبة، قد وقعن في الأسر يوم 7 تشرين الأول 2023، خلال الهجوم المفاجئ الذي نفذته حماس ضد إسرائيل، قبل أن يتم الإفراج عنهن في كانون الثاني الماضي بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وعقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، اجتماعًا مع الجنديات المحررات، الجمعة، وفقًا لما أفادت به القناة 12 الإسرائيلية، التي وصفت الاجتماع بأنه "كان متوترًا للغاية في بعض اللحظات"، حيث وجهت الجنديات انتقادات حادة لإخفاق الجيش الإسرائيلي في التصدي لهجوم 7 تشرين الأول.

وقالت إحدى الجنديات لهاليفي: "كيف يمكنك أن تقول إنك لم تعرف شيئًا عن هجوم حماس؟ كيف لم تستعدوا له؟ لقد حذرناكم جميعًا. رأينا ذلك بأعيننا، قمنا بعملنا كما هو مطلوب وحذرنا، لكنكم طردتمونا".

وأشارت الجندية إلى أن جنود المراقبة قدموا تحذيرات متكررة بشأن تكثيف حركة حماس نشاطها على طول حدود غزة قبيل الهجوم، إلا أن قادتهم لم يولوا اهتمامًا كافيًا لها، وفقًا لتقرير القناة 12.

ورد هاليفي على الجنديات بالقول إنه "من غير المقبول طرد الجنود بهذه الطريقة"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يحرص على أن يتعامل القادة بجدية بالغة مع كل جندي وكل شكوى، مضيفًا: "لقد أديتم عملكم بامتياز".

إلا أن إحدى الجنديات ردت عليه قائلة: "لقد تخليتم عنا، قاتل زملاؤنا في القاعدة بمفردهم ولم يأتِ أحد لإنقاذنا".

إلى جانب الانتقادات الموجهة لطريقة تعامل الجيش مع التحذيرات المسبقة، وجهت الجنديات أيضًا انتقادات لسلوك الجيش الإسرائيلي خلال الحرب في غزة، مشيرات إلى أنه كاد أن يتسبب في مقتلهم خلال عمليات القصف.

وقالت إحدى الجنديات المحررات: "أثناء احتجازنا في غزة، كانت هناك أوقات نجونا فيها في اللحظة الأخيرة. كدنا أن نموت بسبب قصف الجيش الإسرائيلي".

يأتي هذا الجدل في ظل تصاعد الانتقادات داخل إسرائيل حول الإخفاقات الأمنية التي سبقت هجوم 7 تشرين الأول، حيث تواجه قيادة الجيش والحكومة الإسرائيلية ضغوطًا متزايدة بعد أن كشف تحقيقات وتقارير عن تحذيرات سابقة من تصعيد محتمل لحماس، لم يتم التعامل معها بالجدية المطلوبة.