رصد

السبت 08 شباط 2025 - 18:20

من هو وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا ؟

placeholder

في عالم يشهد تحولات سريعة في مجالات التكنولوجيا والاتصالات، تبرز شخصية كمال شحادة كأحد القيادات التي جمعت بين الحصيلة الأكاديمية الرفيعة والخبرة العملية الدولية المتميزة. فمن خلال مسيرته الطويلة والمتنوعة، تمكن شحادة من رسم ملامح سياسات تنظيمية واستراتيجيات ناجحة أدت إلى تطور ملحوظ في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على المستويين المحلي والدولي.

بدأت رحلة شحادة الأكاديمية في مؤسسات تعليمية عالمية مثل هارفارد وكولومبيا، حيث حصل على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف ودرجة الدكتوراه على التوالي. ولم يقتصر دوره على الدراسة فحسب، بل أسهم أيضاً في نقل المعرفة عبر التدريس في هذين الصرحين العملاقيين إضافة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت. هذا الأساس الأكاديمي الراقي أكسبه القدرة على التفكير النقدي والتحليل العميق، مما جعله لاحقاً مرجعاً في مجالات تخصصه.

انتقل بعدها إلى ميادين العمل العملي، حيث تقلد مناصب تنفيذية عليا في شركات عالمية كبرى. فقد شغل منصب المدير التنفيذي للشؤون القانونية والتنظيمية، ثم تولى رئاسة الشؤون الاستراتيجية في إحدى أكبر شركات الاتصالات العالمية، والتي تعمل في عشرين دولة وتخدم مئات الملايين من العملاء. وقد أتاح له ذلك التطبيق العملي للنماذج التنظيمية الحديثة وإرساء أسس الإدارة الشفافة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على مستوى الشركات التي عمل بها.

ولم تقتصر إنجازاته على القطاع الخاص فحسب، بل انتقل إلى خدمة الوطن من خلال توليه مناصب حكومية حيوية. ففي الفترة من 2007 إلى 2010، ترأس الهيئة المنظمة للاتصالات في لبنان، حيث ساهم في وضع أنظمة حديثة تعتمد الشفافية والإدارة الفعالة للشأن العام، كما صمم آلية المزاد العلني لإصدار تراخيص شركات الاتصالات الخليوية عام 2008. وعلى الصعيد الدولي، برز شحادة كصوت مؤثر في مجتمعات القيادات والهيئات التنظيمية؛ فقد شغل منصب رئيس مجموعة الرؤساء التنفيذيين للسياسات والتنظيم في جمعية شركات الاتصالات العالمية (GSM Association) خلال الفترة من 2014 إلى 2016، كما ترأس المنتدى الدولي للهيئات المنظمة للاتصالات في الاتحاد الدولي للاتصالات عام 2009.

يُظهر الدور الحكومي لكمال شحادة تنوع خبراته والتزامه بخدمة الوطن على جميع الأصعدة، حيث يشغل أيضاً منصب وزير المهجرين إلى جانب توليه وزارة الدولة لشؤون التكنولوجيا. يعكس هذا التكامل بين المسؤوليات اهتمامه الخاص بالجالية اللبنانية في الخارج، إذ يسعى إلى تعزيز الروابط مع المهجرين وتطوير سياسات تشجع على مشاركتهم الفاعلة في تنمية الوطن. ويُبرز هذا التعيين دوره في توفير الدعم اللازم للمواطنين اللبنانيين المنتشرين حول العالم، والعمل على تسهيل عودتهم واستثمار خبراتهم في دفع عجلة التنمية الوطنية.

لم تغفل مسيرة شحادة الجانب البحثي والأكاديمي، إذ شارك في تأليف العديد من الدراسات المنشورة التي تناولت قضايا المالية العامة والتصحيح المالي، بالإضافة إلى الشراكة الأوروبية–المتوسطية. كما تولى منصب مدير الأبحاث في المركز اللبناني للدراسات في منتصف التسعينات، مما يعكس اهتمامه العميق بتحليل السياسات وتقديم الحلول المستندة إلى أبحاث دقيقة.

ومن جهة أخرى، حرص شحادة على المساهمة في بناء المجتمع المدني وتعزيز قيم الشفافية والديمقراطية. فقد كان عضواً مؤسساً في الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات، وشغل عضوية مجلس إدارة الجمعية اللبنانية للشفافية، إضافة إلى عضويته في مجلس أمناء الجامعة اللبنانية الأمريكية. مثل هذه المشاركات تؤكد التزامه الثابت بتعزيز الحوكمة الرشيدة والممارسات الإدارية القائمة على مبادئ الشفافية والمساءلة.

وأخيراً، لعب شحادة دور المستشار في عدد من المشاريع الحيوية للبنى التحتية، حيث قاد تصميم عقد تشغيل وصيانة مستودع الحاويات في مرفأ بيروت، وساهم في صياغة استراتيجية تحرير وتنظيم قطاع الطيران المدني في المملكة العربية السعودية عام 2004. هذه التجارب تؤكد مرونته وقدرته على العمل في مجالات ذات أبعاد اقتصادية واستراتيجية كبيرة، مما يجعله قدوة في دمج الخبرة الفنية مع الرؤية الاستراتيجية.

باختصار، تُظهر سيرة كمال شحادة توازناً متناغماً بين المعرفة الأكاديمية والخبرة العملية والإلمام بالسياسات التنظيمية الحديثة، إلى جانب اهتمامه بخدمة جالية المهجرين وتعزيز روابطهم مع الوطن. إن قيادته الفذة وخبرته الدولية تجعله شخصية محورية في صياغة مستقبل يعتمد على الابتكار والحوكمة الرشيدة، مما يضعه في مصاف القادة الذين يقودون مسيرة التنمية المستدامة في عصر التقدم التقني والعولمة.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة