اقليمي ودولي

الحرة
الأربعاء 29 كانون الثاني 2025 - 23:20 الحرة
الحرة

الأسد واللقاحات يعكران صفو طريق غابارد وكينيدي في إدارة ترامب

الأسد واللقاحات يعكران صفو طريق غابارد وكينيدي في إدارة ترامب

يواجه روبرت كينيدي جونيور وتولسي غابارد ماراثونا صعبا للفوز بتصديق مجلس الشيوخ على تعيينهما في إدارة الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب.

ويتحتم على المرشحين اللذين أعلن ترامب أثناء حملته الرئاسية عن انضمامهما لفريقه الإجابة على أسئلة المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين، اللذين لديهم تحفظات كبيرة على الإسمين بسبب مواقفهما السابقة.

ولا ينتمي كينيدي وغابارد إلى أوساط الحزب الجمهوري، لكن ولاءهما لترامب خلال حملته الرئاسية الصعبة دفعه إلى إعلان ترشيحه لهما في مناصب وزارية.

وكينيدي جونيور (70 عامًا) هو سليل عائلة سياسية ديمقراطية، ترشح في البداية مستقلًا للانتخابات الرئاسية، ثم أنهى حملته وأعلن تأييده لترامب.

وهو واحد من أكثر دعاة حماية البيئة تأثيرًا في الولايات المتحدة، وحصل على لقب "بطل الكوكب" من مجلة تايم وجائزة "سارتيسكي" للسلام.

ومع ذلك، يتحفظ مشرعون، من بينهم السيناتور الجمهوري البارز، ميتش ماكونيل، الناجي من شلل الأطفال، على سجله المناهض للقاحات، وينتقدون ما يعتبرونه "افتقارًا" إلى الخبرة الطبية والصحية لترشيحه في منصب وزير الصحة.

لكن كينيدي حاول خلال الفترة الماضية تعديل موقفه المناهض للقاحات، بما في ذلك التطعيمات الروتينية للأطفال.

ومع ذلك، سيتعين عليه توضيح موقفه، الأربعاء، عندما يمثل أمام مجلس الشيوخ لأول مرة مرشحًا للوكالة الفيدرالية الضخمة التي تشرف على الرعاية الصحية لنحو 170 مليون أميركي، وتنظم توزيع الأدوية واللقاحات وتتبع تفشي الأمراض.

ونقلت شبكة "إيه بي سي" عن مصادر أن نائب الرئيس جيه دي فانس يبذل "جهودًا مكثفة" لإقناع المشرعين في مجلس الشيوخ بالترشيح خلف الأبواب المغلقة.

وقالت المصادر إن كينيدي قال لأعضاء في اجتماعات خاصة إنه ليس "مناهضًا للقاحات"، بل يسعى إلى إجراء مزيد من الدراسات بشأن سلامتها.

وحتى الآن، لم يتعهد أي ديمقراطي بدعمه، ووصفت السيناتورة الديمقراطية، باتي موراي، اجتماعًا عقدته معه بأنه كان "أغرب" اجتماع لها مع وزير محتمل.

وقالت: "لقد شعرت بالفزع إزاء إجاباته وافتقاره إلى المعرفة.. نحن بحاجة إلى شخص مسؤول عن هذه الوكالة يتأكد من أن أطفالنا وأحفادنا لديهم معلومات الرعاية الصحية الصحيحة وليس المعلومات المضللة".

من جانبه، أجرى كينيدي استعداداته الخاصة لمعركة التصديق، وفق وسائل إعلام أميركية قالت إن مستشاريه عقدوا معه جلسات للتدرب على كيفية الإجابة على الأسئلة التي قد يطرحها المشرعون.

ونقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مصادر أنه سيقول، الأربعاء، في بيان افتتاحي أمام المجلس إنه ليس "مناهضًا للقاحات".

غابارد.. هاجس "ظل الأسد"
أما تولسي غابارد، المرشحة لمنصب وزيرة الاستخبارات الوطنية، فستواجه أيضًا أسئلة صعبة، يوم الخميس، بعد توقف عملية التصديق على ترشيحها لأكثر من شهرين.

ومن المتوقع أن تواجه استجوابات من أعضاء لجنة الاستخبارات بالمجلس عن ماضيها وآرائها المثيرة للجدل.

كانت غابارد خدمت في الجيش الأميركي، قبل أن تفوز بعضوية مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي، ثم انشقت عنه.

وسعت للترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي في عام 2020 لكنها لم تنجح، وتركت الحزب في 2022 لتصبح مرشحة مستقلة، متهمة الحزب بأنه يهيمن عليه "عصابة نخبوية من دعاة الحرب".

وفي السنوات اللاحقة، انضمت للجمهوريين، وأعلنت صراحة دعمها مرشحين جمهوريين بارزين، وداومت الظهور على قناة "فوكس نيوز". ومع تزايد انتقادها لإدارة بايدن، خلال إطلالاتها الإعلامية، حظيت بشعبية متزايدة بين الجمهوريين.

ومن أكثر المواقف الصعبة المتوقع أن تواجه أسئلة بشأنها الاجتماعات التي عقدتها مع الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، الذي كانت تتهمه الولايات المتحدة بارتكاب جرائم حرب عندما التقت به وزوجته، أسماء، في 2017.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن جدول أعمال غابارد، الذي وافقت عليه لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب قبل مغادرتها لسوريا في ذلك الوقت ولقاء الأسد، لم يتضمن أي اجتماعات مع سياسيين أو مسؤولين سوريين.

لكن أثناء وجودها هناك، التقت بالأسد مرتين في ثلاثة أيام. وأظهر تقرير قدمته إلى الكونغرس لاحقًا أن الاجتماع مع الأسد استمر لمدة 90 دقيقة.

ويتحفظ ديمقراطيون على تعليقاتها بشأن حرب أوكرانيا.

ويلامها البعض على تأييد نظرية مؤامرة مفادها بأن أحد أسباب غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022 هو أن المختبرات التي تمولها الولايات المتحدة هناك كانت تعمل على خلق فيروسات قاتلة يمكن استخدامها كأسلحة بيولوجية.

وأيدت غابارد النظرية في البداية لكنها تراجعت لاحقًا، قائلة إنها لم تتهم أي دولة ولكنها فقط عبرت عن مخاوفها.

وانتقدت غابارد بشدة الدعم الأميركي لأوكرانيا، وقالت إنه كان بالإمكان تفادي الحرب، إذا قامت إدارة بايدن والناتو بمراعاة ما وصفتها بـ"المخاوف المشروعة" لروسيا بشأن انضمام أوكرانيا المحتمل إلى الناتو.

ومما يزيد الأمور تعقيدًا التغطية الإعلامية الروسية لها.

ووصفت في مقال نشر على وكالة الأنباء الروسية الخاضعة لسيطرة الدولة "ريا نوفوستي" بأنها "امرأة خارقة"، وأشار التقرير إلى ظهورها السابق على التلفزيون الروسي.

والعقبة الأخرى التي قد تواجهها هو موقفها من قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية الذي يسمح بمراقبة اتصالات أشخاص ليسوا مواطنين أميركيين خارج البلاد دون أمر قضائي، وهو قانون أيده معظم المشرعين الجمهوريين وبعض الديمقراطيين.

وأثناء حملتها في الكونغرس، عارضت غابارد القانون، وقالت إنه لا ينبغي إجبار الأميركيين على الاختيار بين الأمن والحرية.

ولكن بعد ترشيحها للرئاسة في 2020، وبعد اجتماعها مع مشرعين، أيدت البرنامج.

وبالنسبة لبعض الجمهوريين، مثل السناتور جيمس لانكفورد، "كان تحول غابارد كافيًا"، لكن بالنسبة لآخرين، مثل السيناتورة سوزان كولينز، لم تقتنع بموقفها، وقالت إن إجابات غابارد "كانت متحفظة للغاية بشأنه".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة