الإعلام الإسرائيلي: عودة النازحين إلى غزة تفقد تل أبيب أوراق ضغطها

تناول الإعلام الإسرائيلي عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله وانسحاب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم، الذي أشار إلى أنه يُفقد تل أبيب واحدة من أهم أوراق ضغطها على المقاومة.

ووفقا لمحللين ومسؤولين سابقين تحدثوا عبر البرامج التلفزيونية الإسرائيلية، فإن حكومة بنيامين نتنياهو لم تعد تمتلك وسائل ضغط مؤثرة على المقاومة في المراحل المقبلة من صفقة تبادل الأسرى.

وأكد باراك سري، المستشار السابق لوزير الدفاع، أن إسرائيل "تخلت عن واحدة من أقوى أوراق المساومة التي كانت بيدها"، مشيراً إلى أن السؤال الأساسي الآن هو: "ما الذي سيحدث في الدفعات الباقية عندما ﻻ تكون لدينا وسائل الضغط هذه؟".

وأضاف سري أن بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا بين غزة ومصر لا يشكل الضغط نفسه بعد عودة مليون فلسطيني من جنوب القطاع إلى شماله.

وأشار مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ13، أور هيلر، إلى مواصلة عشرات الآلاف من الفلسطينيين العودة إلى الشمال دون تعرضهم للتفتيش، وهو ما قد يعني "إمكانية عودة مسلحين (مقاومين) أو وسائل قتالية إلى المنطقة".

وقال هيلر إن الشركة الأميركية المكلفة بعملية تفتيش العائدين لم تبدأ عملها بعد، وأن هذه العودة الكبيرة للنازحين سيكون لها أثر حتى في حال كانت بيوتهم مهدمة.

وفي السياق ذاته، قال محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ14، نوعام أمير، إن كلا الطرفين قدّم تنازلات، لكن إسرائيل استمرت بالتنازل حتى فقدت كل وسائل الضغط لديها، وفق وصفه. وخلص أمير إلى أن الوضع الحالي في شمال القطاع يمثل جزءاً من الثمن الذي دفعته إسرائيل.

من جانبه، اعتبر مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ12، نير دفوري، أن عودة النازحين تمثل انتصاراً إستراتيجياً لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مضيفاً أن "التحدي الأبرز أمام الإسرائيليين سيكون في كيفية استئناف القتال"، لكنه أشار إلى أن إسرائيل تملك حرية العمل العسكري في القطاع في حال وقوع أي انتهاك.

بدوره، قال القائد السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة الإسرائيلية، دافيد تسور، إن التهرب من سؤال البديل السياسي لحماس في غزة "سيرتد على إسرائيل". وأوضح أن "إسرائيل تحظى بدعم كبير من البيت الأبيض، لكنها تخسر الإنجازات العملياتية والعسكرية التي تحققت حتى الآن".

أما المستشار الإستراتيجي يونتان مشعل، فقد انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قائلاً إن ما يفعله اليوم يتناقض مع مبادئه السابقة. وأضاف مشعل: "الاتفاق سيئ، وربما لم يكن علينا التوصل إليه، لكننا فعلنا تحت ضغط دولي لإيجاد بديل سياسي لحماس، والنتيجة أن حماس صامدة".