من موسكو وطهران... "رسالةٌ مبطنة" لترامب قبيل تنصيبه

في توقيت لافت، يأتي قبل ثلاثة أيام فقط من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حيث أعلنت روسيا وإيران عن نيتهما توقيع اتفاق استراتيجي شامل، وهو ما يعكس التقارب الكبير بين البلدين في ظل التوترات الدولية الراهنة.

وأفاد الكرملين اليوم الاثنين بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان سيعقدان محادثات في موسكو يوم 17 كانون الثاني 2025، حيث سيتم توقيع اتفاق شراكة استراتيجية شاملة طال انتظاره.

وأشار البيان إلى أن المحادثات ستشمل بحث سبل توسيع نطاق العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات متعددة، من بينها التجارة، والاستثمار، والنقل، والخدمات اللوجستية، إلى جانب التعاون في المجالات الإنسانية.

من جهة أخرى، أكد الكرملين أن القمة بين بوتين وبزشكيان ستتناول قضايا إقليمية ودولية، بما في ذلك الأوضاع في أوكرانيا والمنطقة بأسرها. ويُتوقع أن تزداد أهمية هذا الاتفاق في ظل التحديات الجيوسياسية التي تواجهها روسيا وإيران على الساحة الدولية.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد أعلن في تشرين الأول الماضي عن استعداد روسيا للتوقيع مع إيران على اتفاق شراكة استراتيجية جديدة، يتضمن تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين، ما يعد خطوة إضافية في تعزيز العلاقة العسكرية بينهما.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا، ومنذ بداية حربها على أوكرانيا، عززت علاقاتها مع إيران، بالإضافة إلى دول أخرى مثل كوريا الشمالية، في إطار تحالفات تستهدف مواجهة الضغوط الغربية والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها.

وكانت واشنطن قد اتهمت طهران في أيلول الماضي بتسليم صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، وهو ما أدى إلى فرض عقوبات على عدة سفن وشركات قالت الولايات المتحدة إنها كانت متورطة في نقل الأسلحة الإيرانية. وفي المقابل، نفت طهران تلك الاتهامات، وأكدت أنها لم تزود موسكو بالصواريخ.

هذا الاتفاق الاستراتيجي المزمع بين روسيا وإيران من شأنه أن يرسل رسالة قوية إلى الإدارة الأميركية الجديدة بزعامة ترامب، مفادها أن كلا البلدين لا ينويان الاستمرار في سياسة العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن، ويبدو أن ثمة تغيير في نهج التعامل مع روسيا وإيران في المرحلة المقبلة.

Select

Select

Select