رصد

العين الإخبارية
الأربعاء 08 كانون الثاني 2025 - 19:05 العين الإخبارية
العين الإخبارية

أدوات «القتل الآلي»...كيف استخدمت إسرائيل الذكاء الاصطناعي بغزة؟

placeholder

وسط عاصفة "المنافع"، تخرج إلى السطح حقائق جديدة عن مدى الخطر الذي يمثله الذكاء الاصطناعي على البشر، خاصة إذا استخدم بسياق الحرب.
قبل حرب غزة بسنوات، حوّلت إسرائيل وحدة الاستخبارات الإسرائيلية إلى حقل اختبار للذكاء الاصطناعي، مما أثار جدلاً بين كبار القادة حول ما إذا كان البشر على دراية كافية بهذه التقنية.
وبعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أغرق الجيش الإسرائيلي غزة بالقنابل، معتمدًا على قاعدة بيانات تم تجميعها بشق الأنفس على مر السنين، وتحتوي على تفاصيل عناوين المنازل والأنفاق وغيرها من البنى التحتية المهمة بالنسبة للمجموعة المسلحة.
ولكن بعد ذلك نفد بنك الأهداف. وللحفاظ على الوتيرة المتسارعة للحرب، لجأ الجيش الإسرائيلي إلى أداة ذكاء اصطناعي متقنة تسمى ”هابسورا“، أو ”الإنجيل“، والتي يمكنها بسرعة توليد مئات الأهداف الإضافية.
واستخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة ملء بنك أهداف الجيش الإسرائيلي بسرعة، سمح للجيش بمواصلة حملته دون انقطاع، وفقًا لشخصين مطلعين على العملية لصحيفة "واشنطن بوست".
كان هذا مثال على كيفية مساهمة البرنامج المستمر منذ عقد من الزمن لوضع أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في مركز العمليات الاستخباراتية للجيش الإسرائيلي، في الحرب التي استمرت 14 شهرًا.
وكشف الجيش الإسرائيلي عن وجود هذه البرامج، التي تشكل ما يعتبره بعض الخبراء أكثر مبادرات الذكاء الاصطناعي العسكرية تقدماً على الإطلاق.
لكن تحقيقًا أجرته صحيفة "واشنطن بوست" يكشف عن تفاصيل لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، عن الأعمال الداخلية لبرنامج التعلم الآلي، إلى جانب التاريخ السري لتطويره.
ويكشف التحقيق أيضًا عن نقاش حاد داخل أعلى المستويات في الجيش، بدأ قبل سنوات من السابع من أكتوبر/تشرين الثاني، حول جودة المعلومات الاستخباراتية التي يجمعها الذكاء الاصطناعي، وما إذا كانت توصيات التقنيات قد حظيت بالتدقيق الكافي، وما إذا كان التركيز على الذكاء الاصطناعي قد أضعف قدرات الجيش الإسرائيلي الاستخباراتية.

زيادة الضحايا

ويقول بعض المنتقدين الداخليين إن برنامج الذكاء الاصطناعي كان قوة من وراء الكواليس فاقمت حصيلة القتلى في الحرب بغزة، والتي أودت بحياة 45,000 شخص، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
ويقول أشخاص على دراية بالحرب، بمن فيهم جنود خدموا فيها، إن الجيش الإسرائيلي وسع بشكل كبير من عدد الضحايا المدنيين المقبولين مقارنة بالمعايير التاريخية.
ويجادل البعض بأن هذا التحول حفزته أدوات الذكاء الاصطناعي التي سهلت من سرعة توليد كميات كبيرة من الأهداف.
يستند تحقيق "واشنطن بوست"، إلى مقابلات مع أكثر من عشرة أشخاص مطلعين على الأنظمة، وقد تحدث العديد منهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم، بالإضافة إلى وثائق حصلت عليها الصحيفة.
وقال ستيفن فيلدشتاين، الزميل الأقدم في مؤسسة كارنيجي والباحث في استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب: ”ما يحدث في غزة هو مقدمة لتحول أوسع نطاقًا في كيفية خوض الحرب“.
وتابع "يبدو أن الجيش الإسرائيلي قد رفع عتبة معدل الخسائر المدنية المقبولة خلال حرب غزة، مضيفا ”ادمج ذلك مع التسارع الذي توفره هذه الأنظمة والمسائل المتعلقة بالدقة، فإن النتيجة النهائية هي ارتفاع عدد القتلى أكثر مما كان متصورًا“.
لكن الجيش الإسرائيلي قال إن الادعاءات بأن استخدامه للذكاء الاصطناعي يعرض حياة الناس للخطر ”بعيدة عن الواقع“.
وتابع في بيان للصحيفة: ”كلما زادت القدرة على تجميع أجزاء من المعلومات بشكل فعال، زادت دقة العملية“، قبل أن يضيف ”قللت هذه الأدوات من الأضرار الجانبية ورفعت من دقة العملية التي يقودها الإنسان“.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة