اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأحد 29 كانون الأول 2024 - 20:05 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

دعوةٌ من كنائس سوريا... لإطلاق حوار وطني شامل

دعوةٌ من كنائس سوريا... لإطلاق حوار وطني شامل

أصدر البطاركة ورؤساء الكنائس المسيحية في سوريا، اليوم الأحد، بيانًا مشتركًا، حيث تناولوا في كلمتهم العديد من القضايا الهامة التي تتعلق بالمرحلة التاريخية التي تمر بها سوريا. البيان حمل رسالة محبة ورجاء، وركّز على أهمية المصالحة الوطنية، ودعا إلى رفع الحصار الاقتصادي الخارجي عن البلاد، بالإضافة إلى التأكيد على دور المسيحيين في بناء سوريا المستقبل.

وأشار البيان إلى أن سوريا تمر اليوم بمخاض جديد، حيث أن الشعب السوري يواجه تحديات كبيرة في مرحلة إعادة البناء، وضرورة التواضع والشجاعة من الجميع للعمل معاً من أجل إيجاد حلول سلمية ومستدامة. في هذا السياق، دعا رؤساء الكنائس إلى الانفتاح على الآخر وتعزيز ثقافة الحوار، مؤكدين أن المرحلة المقبلة تتطلب الحكمة والتروي لتجنب الانجراف وراء الشعبوية أو الانعزال.

فيما يتعلق بالمصالحة الوطنية، أكّد البيان على أن سوريا بحاجة إلى حوار شامل يشمل جميع أطياف الشعب السوري. وطالب البطاركة ورؤساء الكنائس بإطلاق حوار وطني يساهم في تعزيز التماسك المجتمعي، ويعيد صياغة الهوية الوطنية على أساس القيم المشتركة مثل المواطنة والكرامة والحرية والعيش المشترك.

وأشاروا إلى أن سوريا قد شهدت تاريخًا طويلًا من التنوع الإثني والديني، وهو مصدر قوتها. كما شددوا على ضرورة إزالة الأحكام المسبقة ومواجهة خطاب الكراهية والإقصاء، الذي لا يبني وطنًا، بل يعرقل مسيرة السلام والاستقرار.

دعا البيان المجتمع الدولي إلى رفع العقوبات الاقتصادية الظالمة المفروضة على سوريا، والتي أثرت بشكل سلبي على الشعب السوري من جميع الأطياف، وأسهمت في تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وأشار البطاركة إلى أن هذا الحصار طالت آثاره المجتمعات المجاورة التي تأثرت بسبب الهجرة، مطالبين المجتمع الدولي بتقديم الدعم لسوريا لتجاوز هذه الأزمة الاقتصادية.

أكد البطاركة على ضرورة صياغة دستور جديد لسوريا يكون معبرًا عن طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، ويدعوا إلى أن تشارك جميع مكونات المجتمع السوري في هذه العملية، مع الالتزام بقيم العدل والمساواة وحقوق الإنسان. وأكدوا على أهمية أن يكون الدستور الجديد ضمانًا لحقوق جميع السوريين، مع التأكيد على مبدأ فصل السلطات واحترام الحريات العامة.

وفيما يتعلق بمستقبل سوريا، أكد البيان على ضرورة أن تكون سوريا موحدة وسيدة ومستقلة، حيث يتم فيها تكريس سيادة القانون والمساواة لجميع المواطنين بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو القومية. كما دعوا إلى تعزيز مشاركة جميع المواطنين، وخاصة النساء والشباب، في بناء المستقبل، وإلى ضمان حيادية الدولة تجاه الدين، وفصل مؤسسات الدولة عن المؤسسات الدينية.

في الختام، دعا البطاركة ورؤساء الكنائس المسيحية جميع السوريين في الداخل والخارج للعمل يداً بيد لتحقيق هذه الرؤية، والمشاركة الفاعلة في الحياة العامة. كما دعوا أبناء الكنيسة المسيحية إلى عدم الانطواء أو الخوف، بل إلى المشاركة بشكل فعال في بناء سوريا الجديدة، انطلاقًا من القيم المسيحية. ودعوا المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري في إعادة بناء وطنه، ورفع العقوبات عنه لتحقيق الحرية والاستقلالية في هذا المسار.

يشهد الوضع في سوريا تحديات كبيرة منذ بدء الأزمة في 2011، حيث تأثرت البلاد من نواحٍ عديدة سواء على الصعيد الإنساني أو السياسي. العدوان الإسرائيلي الأخير ورفع العقوبات الاقتصادية كان لهما تأثير كبير على السوريين، وهو ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها البلاد. وفي هذه الظروف الصعبة، أظهر البطاركة ورؤساء الكنائس في سوريا موقفًا موحدًا، داعين إلى المصالحة، وعملية سياسية شاملة تراعي حقوق جميع المواطنين السوريين.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة