ذكرت شبكة "سي إن إن" اليوم السبت، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن إدارة الرئيس جو بايدن تراقب التطورات في سوريا عن كثب، حيث بات من المحتمل سقوط نظام الرئيس بشار الأسد خلال أيام، في ظل تقدم المتمردين السوريين السريع. وأشار المسؤولون إلى أن هذا التقييم لا يزال غير رسمي، بسبب تباين الآراء داخل الإدارة الأميركية بشأن مصير الأسد.
وقال مسؤول أميركي رفيع لشبكة "سي إن إن" أن هناك توافقًا متزايدًا بين المسؤولين على أن سقوط نظام الأسد أصبح سيناريو معقولًا أكثر من أي وقت مضى، مع إمكانية أن يفقد النظام السوري السيطرة بشكل كامل في غضون أيام. وأوضح المسؤول أن الشيء الوحيد الذي قد يعيق تقدم المتمردين هو حدوث انقلاب منظم أو إعادة تنظيم لقوى النظام، إلا أن الأسد ومواليه قد تمكنوا من القضاء على أي محاولات للمنافسة على السلطة.
هذا التقييم جاء بعد أن حققت فصائل المعارضة تقدمًا سريعًا على الأرض، حيث سيطرت على عدة مدن رئيسية، بما في ذلك حمص، وهي تتجه نحو العاصمة دمشق. إدارة بايدن بدت مفاجَأة من سرعة هذا التقدم، في وقت انهارت فيه قوات النظام بشكل سريع، مما ترك النظام بجيش ضعيف للدفاع عن دمشق.
ورغم أن الولايات المتحدة أخطأت في تقدير قوة بقاء الأنظمة في الماضي، مثلما حدث في أفغانستان وأوكرانيا، يبدو أن التقدم الحالي في سوريا يعكس واقعًا مختلفًا. تجدر الإشارة إلى أن فصائل المعارضة، وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام" - التي صنفتها واشنطن كمنظمة إرهابية - استغلت الظروف الحالية وتشتت حلفاء الأسد لمواصلة تقدمها.
بالرغم من الدعم الذي قدمته إيران وروسيا للأسد خلال سنوات الحرب، فإن لا يبدو أن هناك استعدادًا جديًا من جانب حلفائه للتدخل بشكل حاسم، حيث أن روسيا منشغلة في حربها في أوكرانيا، وإيران ضعفت جراء الضغوط العسكرية الإسرائيلية على دفاعاتها. كما لا يظهر أن تركيا قد دعمت علنًا "هيئة تحرير الشام"، لكن هناك مؤشرات على أنها قد تكون قد منحت الضوء الأخضر للعملية.
من جانب آخر، تثير الإدارة الأميركية قلقًا كبيرًا بشأن مخزون الأسد من الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك الكلور والسارين، والتي استخدمها الأسد ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في وقت سابق.
وفيما يتعلق بمصير الأسد، لا يزال من غير الواضح أين سيجد ملاذًا في حال سقوط نظامه. يُعتقد أن رعاته في موسكو أو طهران قد يعرضون عليه اللجوء السياسي إذا تطلب الأمر.
اخترنا لكم



