ليبانون ديبايت - وليد خوري
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيّز التنفيذ، مما يفتح باب التساؤلات حول أهدافه وأبعاده، وما إذا كان تمهيدًا لجولات جديدة من الصراع أم أنه هدنة مؤقتة تهدف إلى استيعاب الضغوط الحالية. يمنح الاتفاق إسرائيل فرصة لإعادة ترتيب صفوف جيشها المنهك بعد أسابيع من القتال، وتعبئة مخازنها العسكرية التي استُنزفت، بينما يتيح لحزب الله الوقت اللازم لإعادة تنظيم صفوفه وسدّ الثغرات التي ظهرت خلال المواجهات، استعدادًا لمواجهة محتملة قادمة.
من هذا المنظور، يبدو أن الطرفين خرجا من هذه الجولة بإعلان "الانتصار". رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستطيع تقديم الاتفاق كإنجاز سياسي وعسكري إلى الداخل الإسرائيلي، مستندًا إلى ما يعتبره نجاحات استراتيجية، مثل اغتيال أمين عام الحزب وخليفته المفترض، وإضعاف قيادات الصف الثاني والثالث، إلى جانب دفع الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، وهو الهدف الأساسي المعلن لإسرائيل منذ بداية الحرب.
في المقابل، يعتمد حزب الله على معادلة "ننتصر إذا لم يهزمنا العدو". العودة إلى القرار 1701، الذي لم يثنه على مدى 18 عامًا عن مضاعفة ترسانته العسكرية وتحسين قدراته النوعية، ما يمنحه مساحة للاستعداد لجولة جديدة. ومن منظور الحزب، فإن صموده أمام آلة الحرب الإسرائيلية وعدم تحقيق إسرائيل مكاسب حاسمة يُعتبر، بحد ذاته، انتصارًا.
لكن، بينما يهدئ الاتفاق الجبهة الجنوبية، يبقى التوتر في الداخل اللبناني بمثابة خاصرة رخوة قد تنفجر في أي لحظة. القوى "السيادية" داخل لبنان تتحضر لمواجهة جديدة تسعى فيها إلى محاسبة حزب الله على أدائه الأمني والسياسي. هذه القوى، التي سارعت إلى إعلان "نهاية دور الحزب"، تتحدث عن "حقبة ما بعد حزب الله"، مما يعكس توجهًا نحو تصعيد سياسي قد يتطور إلى صراع داخلي أعمق.
إذا اصطدم الحزب بعوائق داخلية، فقد يعتمد على استراتيجياته السابقة في التعامل مع التوترات، كما حدث في أحداث الطيونة وشويا وخلدة. لكن إذا كانت هذه العوائق مدعومة خارجيًا، فقد يجد الحزب نفسه أمام طابور خامس يهدف إلى زعزعة العلاقة بينه وبين باقي المكونات اللبنانية. وقد يشمل هذا السيناريو عودة الاغتيالات كأداة لضرب الاستقرار الداخلي، في محاولة لاستنزاف الحزب سياسيًا وشعبيًا.
إضافة إلى ذلك، لا يمكن تجاهل العامل الإقليمي في هذا السياق. القوى الخارجية، وعلى رأسها إسرائيل، قد تجد في تأجيج الصراع الداخلي اللبناني فرصة لتعويض فشلها العسكري المباشر. تحويل لبنان إلى ساحة صراع داخلي قد يكون جزءًا من استراتيجية إسرائيل لضرب الحزب من الداخل دون التورط في مواجهات عسكرية جديدة.
يبقى السؤال الأبرز: هل يستطيع لبنان تجاوز هذه المرحلة الحساسة دون الانزلاق إلى صراعات داخلية تُهدد استقراره الهش؟ وهل سيكون هذا الاتفاق مقدمة لسلام نسبي أم أنه مجرد استراحة قصيرة تسبق تصعيدًا جديدًا؟
الأيام المقبلة ستكون حاسمة، سواء على الصعيد الإقليمي أو الداخلي، وستكشف مدى قدرة القوى اللبنانية على تجنب الانجرار إلى مخططات قد تطيح بما تبقى من استقرار البلاد.
اتفاق وقف إطلاق النار: خاصرة لبنان الداخلية على المحك

اخترنا لكم




علـى مـدار الساعـة
-
21:58 قادة العالم يهنئون ترامب بانتخابه رئيساً للولايات المتحدة -
10:48 مسنّو لبنان قلقون: لا دواء ولا استشفاء! -
12:29 خريطة الحكومة لردّ الودائع… هذه أبرز معالمها -
08:14 أسعار نار وإرتفاع مجنون بين الصيف الماضي وهذا الصيف -
08:52 "من بيت لبيت": مبادرة شبابية في الزمن الصعب -
11:11 نار الكتب والأقساط تحرق الجيوب
علـى مـدار الساعـة
22:59 العربية: غارات أميركية تستهدف معسكر الدفاع الساحلي بالقرب من ميناء الحديدة22:53 هيئة البث الإسرائيلية: قائد القيادة الوسطى الأميركية مايكل كوريلا يجتمع مع رئيس الأركان الإسرائيلي22:46 "التحكم المروري": يرجى من السائقين توخي الحذر وتخفيف السرعة بسبب تساقط الامطار تفاديا للانزلاقات وللصدامات المرورية22:45 مصادر الحدث: 4 غارات أميركية استهدفت مواقع حوثية شمال مديرية بيت الفقية22:36 مصادر العربية: انفجارات تهز محافظة الحديدة22:36 وزارة الطاقة السورية لـ الحدث: نعمل على إعادة الطاقة إلى المنظومة الكهربائية22:33 مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: على أطراف النزاع توفير الحماية للكوادر الطبية والعاملين في المجال الإنساني22:29 مدير الأمن في حلب للجزيرة: المفاوضات استمرت 9 ساعات وعملية تبادل الأسرى ستبدأ غدا أو بعد غد22:26 سانا عن المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء: انقطاع عام للكهرباء في سوريا نتيجة خلل فني21:34 هيئة البث الإسرائيلية: قائد القيادة الوسطى الأميركية بحث مع قادة إسرائيليين لـ10 ساعات موضعي إيران والحوثيين21:22 المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي: هناك أكثر من 2000 خرق للهدنة من قبل إسرائيل إضافةً إلى الاعتداءات على السيادة اللبنانية وعمليات الاغتيال21:16 سانا: إصابة 7 أشخاص بجروح بانفجار لغم في منطقة سد تشرين بريف حلب الشرقي
الأكثر قراءة
-
01
"الحلول محدودة"... أزمة الأجور إلى تفاقم!
خاص ليبانون ديبايت
-
02
بعد جهود مكثفة… السعودية تطلق سراح اللبناني حيدر سليم
المحلية
-
03
"خلّاط وماشي"... الأب إيلي خنيصر يعود بنشرة "مفاجئة" عن...
SpotShot
-
04
"ضَعُف بشكل واضح أمام إسرائيل"... باسيل: لإنخراط الحزب في...
المحلية
-
05
لافتة على واجهة متجر تثير استياء في زحلة... ما علاقة حزب...
الأخبار المهمة
تسجّل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني

