كشفت وثائق روسية جديدة عن تورط شبكة في موسكو في نشر أخبار مزيفة تستهدف الناخبين الأميركيين، وذلك بعد أيام من اتهام المخابرات الأميركية روسيا، بالإضافة إلى إيران والصين، بمحاولة إثارة الانقسامات بين الأميركيين قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 تشرين الثاني 2024.
الوثائق، التي حصلت عليها وكالة استخبارات أوروبية ونشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، أظهرت أن جون مارك دوغان، نائب عمدة مقاطعة بالم بيتش السابق الذي فرّ إلى موسكو، يعمل مباشرة مع المخابرات العسكرية الروسية لإنتاج مواد مزيفة ومعلومات مضللة تستهدف حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وبحسب تلك الوثائق، تلقى دوغان تمويلاً من ضابط في جهاز المخابرات العسكرية الروسية، ما ساعده في إطلاق مواقع إخبارية مزيفة واجهت صعوبة في التعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الغربية في ربيع 2024. وقد استخدم دوغان تمويله للحصول على مولدات ذكاء اصطناعي لإنشاء محتوى مضلل مثل النصوص والصور ومقاطع الفيديو.
وأشارت الوثائق إلى أن ضابط الاتصال بين دوغان والمخابرات العسكرية الروسية يُعرف باسم "يوري خوروشيفسكي"، وهو شخصية بارزة في جهاز الاستخبارات الروسية تعمل في وحدة "29155" التي تشرف على عمليات تخريب وتدخل سياسي تستهدف الغرب.
ووفقاً للمصادر الأمنية الأوروبية، كانت شبكة دوغان قد تورطت في نشر مقاطع فيديو مزيفة، من بينها مقطع يستهدف المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز، والذي أكد المسؤولون الأميركيون أنه من صنع روسي.
الفيديو حقق نحو 5 ملايين مشاهدة على منصة "اكس" خلال 24 ساعة فقط، وفقاً لتصريحات شركة مايكروسوفت.
وتظهر الوثائق أن دوغان يتلقى الدعم المالي من معهد في موسكو أسسه ألكسندر دوغين، المفكر اليميني المتطرف المعروف بتأثيره على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة فيما يتعلق بغزو أوكرانيا. وتشير وثائق أخرى إلى تعاون معهد دوغين مع وزارة الدفاع الروسية.
هذا التطور يأتي بعد تحذيرات من مسؤولين في المخابرات الأميركية بشأن احتمال تصعيد روسيا وإيران والصين لأنشطة التضليل والتدخل قبل وبعد الانتخابات الرئاسية.
المسؤولون الأميركيون أكدوا أن هذه الدول تستهدف بث الخلافات بين الأميركيين، وتقويض ثقتهم في الديمقراطية الأميركية، باستخدام تكتيكات جديدة ومتطورة.
وفيما تنفي روسيا أي تورط في التدخل بالانتخابات الأميركية، تؤكد وكالات الاستخبارات الأميركية أن عمليات تأثير روسية سابقة خلقت محتويات ضارة أثرت على المناخ الانتخابي.
اخترنا لكم



