المحلية

placeholder

وليد خوري

ليبانون ديبايت
السبت 03 آب 2024 - 08:02 ليبانون ديبايت

آلان عون كابوس جبران باسيل

placeholder

ليبانون ديبايت - وليد خوري

ليس بالضرورة أن يكون المرء عضواً في حزب التيار الوطني الحر ليدرك حجم المشكلة القائمة بين جبران باسيل وآلان عون، اللذان تساكنا على مضض طوال كل السنين الماضية أكان إيام قيادة الرئيس عون للتيار الوطني الحر أم بعد ترئيس باسيل الحزب وإجهاض الانتخابات الحزبية سنة ٢٠١٥ بعد أن تبيّن أن آلان عون كان متقدّماً على باسيل فيها.

لكن ما لا يفهمه الكثيرون هو إستمرار باسيل في إستهداف عون حتى بعد استئثاره بكل انواع السلطة من وزارات ونيابة ورئاسة تيار وادوار وأموال، برعاية ودعم مطلق من عمّه الرئيس ميشال عون. وما التطوّرات الداخلية الأخيرة في التيار والإجراءات التي قام بها باسيل للتخلّص من عضوية عون الحزبية إلا تأكيد على أن كابوس آلان عون ما زال يسكن جبران باسيل حتى اليوم.

فمشكلة جبران باسيل الحقيقة مع عون تكمن في التناقض بين نموذجين في السياسة، الأول نموذج توريثي أعطي كل الفرص والسلطات وفشل فشلاً ذريعاً بحكم أسلوبه وطبيعته الفوقية والخلافية ناهيك عن فائض في الأنانية والنرجيسية واصبح اكثر السياسيين نبذاً في لبنان، والثاني نموذج سياسي متواضع وقريب من الناس إستطاع من خلال مقعد نيابي أن يتربّع في قلوب الكثيرين على إختلاف انتماءتهم السياسية من خلال تقديمه آداءً رصيناً ومتّزناً ومحترماً. ولعلّ هذا النموذج هو ما شكّل دوماً عقدةً لباسيل والمحيطين به وسبباً لإستهداف عون لأنهم لم يتمكّنوا رغم كل الإمكانيات والحظوة التي حصل عليها باسيل، من إكتساب محبّة الناس وإعجابها وتقديرها له.

وفيما كان من المفترض في باسيل أن يرتاح إلى واقعه وحاضره ومستقبله بعد كل المغانم والدعم الذي حصل عليه، إذا به ينتظر اللحظة المناسبة للإنقضاض على زملائه "الأقوياء" وأولهم آلان عون، الذي لم ينبرح يرى فيه منافساً مستقبلياً جدّياً لما نجح عون في تكوينه من حيثية سياسية جدّية تشكّل خطراً على طموحات باسيل المستقبلية.

فالنائب آلان عون يتميّز بشبكة علاقات داخلية عابرة للطوائف فيما باسيل أحرق الجسور مع جميع المكوّنات السياسية، وهو يتميّز بشبكة علاقات خارجية قوية وأبرزها مع الولايات المتحدة فيما باسيل مدرج على لائحة العقوبات الأميركية وتقتصر علاقاته مع معظم السفراء على الحدّ الأدنى من التعاطي الدبلوماسي الرسمي معه كرئيس تكتل نيابي، وعون هو من الشخصيات السياسية الأكثر محبّبة لدى جميع الأوساط اللبنانية وهو ما ينظر له باسيل بكثير من الريبة فيما لو تمكّن عون من الوصول الى الصفّ الأول، ويحظى هذا الأخير بتأييد شعبي وحزبي كبيرين في منطقته كما بيّنت الإستحقاقات الإنتخابية المتتالية رغم دعم باسيل لمنافسيه على اللائحة، وأخيراً، يحظى عون بتقدير كبير ومصداقية عالية في الاوساط السياسية والدبلوماسية والإقتصادية والاعلامية بسبب آدائه التشريعي والسياسي والإعلامي فيما باسيل يتميّز بعداواته وإستفزازاته الإعلامية وتقلّباته السياسية الفاقدة للصدقية.

إستعمل باسيل كل الأوراق سابقاً للتخلّص من غريمه آلان عون لكنه لم يفلح فإذا به يلجأ اليوم الى الخطوة النظامية الأخيرة التي ستقصم ظهر البعير وتقطع آخر خيطٍ كان يجمعهما معاً. لكن باسيل الذي يستعجل الأمور لحسمها بوجود عمّه الرئيس عون واثقاً من إستسلامه له في كل خياراته ومدركاً أنه عاجز عن ذلك من دونه، يجازف جدّاً في حساباته أمام شخص كآلان عون قطع أشواطاً طويلة في حياته السياسية وأصبح يملك أوراقاً كثيرة في جعبته. فهل تتطابق حسابات الحقل والبيدر، أم أن كابوس جبران باسيل لم ينتهي بعد؟

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة