اقليمي ودولي

الميادين
الأحد 14 نيسان 2024 - 22:34 الميادين
الميادين

"غيّر قواعد الاشتباك"... فصائل المقاومة الفلسطينية تشيد بالرد الإيراني

"غيّر قواعد الاشتباك"... فصائل المقاومة الفلسطينية تشيد بالرد الإيراني

أشادت الفصائل الفلسطينية بعملية الرّد الإيراني "الوعد الصادق" على جرائم الكيان الإسرائيلي بما فيها عدوانه على القنصلية الإيرانية في دمشق، والتي خلالها أطلقت القوة الجوفضائية صواريخ بالستية وكروز ومسيّرات على مواقع عسكرية إسرائيلية في الأراضي المحتلّة.

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن هذه العملية تعدّ رداً طبيعياً على وجود الكيان المحتل، ويزداد ضرورة إزاء الجرائم والانتهاكات وعمليات الاغتيال التي يواصل ارتكابها، في انتهاك صارخ لكل القيم والمعايير الإنسانية والقانونية.

ودانت الحركة كل الأصوات المنكرة التي خرجت تدافع عن الكيان الإسرائيلي، ولا سيما "الدول التي جعلت من نفسها جدار حماية للدفاع عنه وإظهاره في مظهر المعتدى عليه في حرف فاضح لكل الحقائق والوقائع".

من جهتها، شدّدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أن الرد الإيراني، الذي أكدت أنه مشروع، كسر هيبة الكيان الإسرائيليوكشف هشاشته وعدم قدرته على الدفاع أو إعادة ترميم الردع لديه.

وفي الوقت ذاته، بيّن الرّد قدرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفصائل المقاومة على توجيه ضربات مؤلمة للاحتلال، وتعميق أزمته الداخلية، وفق ما ذكر بيان الجبهة.

وأوضحت الجبهة أن مسارعة الإدارة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبعض الدول العربية في المنطقة إلى استخدام كل أسلحتها لمحاولة حماية هذا الكيان من الصواريخ والمُسيّرات الإيرانية، يؤكد تورطها في الجرائم الإسرائيلية في المنطقة وخصوصاً في غزة.

ولفتت الجبهة الشعبية إلى أنّ هذا الرّد الإيراني يشكّل نقطة تحوّل مهمة في معركة طوفان الأقصى ولمصلحة فصائل المقاومة، مشيرةً إلى أنّ تداعيات العملية سيكون لها مفاعيلها الضاغطة على الكيان الإسرائيلي من أجل وقف حرب إبادته على قطاع غزة.

حركة فتح الانتفاضة أكدت بدورها أنّ الرد الايراني جاء ليغير قواعد الاشتباك بالمنطقة، وليجسد إيران ومحور المقاومة كقوة ردع لعدوان الكيان الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنّ العملية أكدت وحدة ساحات محور المقاومة.

وأضافت، في بيانٍ، أن هذه الضربات شكلت منعطف تاريخي هام يؤسس عليه لانجاز أهداف الشعب الفلسطيني بالتحرير والعودة.

وفي وقت سابق، أكّدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنّ الهجوم العسكري الإيراني على الكيان الإسرائيليهو "ردّ طبيعي ومستحق على العدوان ضد السفارة في دمشق".

وفي بيان، أضافت حماس أنّ "من حق شعوب المنطقة الدفاع عن نفسها ضد العدوان الإسرائيلي"، داعيةً كل قوى الأمة إلى الاستمرار في دعم المقاومة وطوفان الأقصى.

بدورها، باركت لجان المقاومة الشعبية، الرد الإيراني، مشددةً على أنّه دفاع عن النفس وحق أصيل للجمهورية الإسلامية كفلته القوانين والشرائع الدولية كافة.

وقالت إنّ الرد الإيراني يؤكد أننا "بتنا نعيش واقعاً جديداً ولحظات تاريخية مجيدة رسّختها معركة طوفان الأقصى".

وبالتزامن مع العملية العسكرية الإيرانية، أقرّت وسائل إعلام إسرائيلية إنّه للمرة الأولى منذ الحرب على غزة منذ 7 تشرين الثاني/أكتوبر 2023، سماء غزة كانت خالية من الطائرات الإسرائيلية.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" الأميركية عن المدير السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يادلين، قوله إنّ هجوم الليلة الماضية "قد يؤدي إلى تغيير استراتيجي في الحرب، وحتى إلى نهايتها"، مرجحاً أن توافق "إسرائيل" على وقف إطلاق النار والانسحاب من غزة مقابل عودة جميع الأسرى.

وقال المتحدث السابق باسم "الجيش" الإسرائيلي، آفي بنياهو، في حديث لـ"القناة 12" الإسرائيلية، إنه بعد سنوات من تهديد "إسرائيل" بمهاجمة إيران، فإن إيران هي من هاجمت "إسرائيل".

وفي تصريح لقناة "كان" الإسرائيلية، رأى رئيس لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست" سابقاً، تسفي هاوتزر، أنّ الأميركيين يفقدون الشرق الأوسط.

وتوقفت "القناة 13" الإسرائيلية عند سابقة تمثلت في وقوف ائتلاف كامل إلى جانب "إسرائيل" لصدّ الهجوم الصاروخي الإيراني عليها، يتألف من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا علناً، وبشكل أقل علنيةً الأردن والبحرين والسعودية.

وأكد الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي، عوفر شيلح، في حديث لـ"القناة 13" أنّ العالم تغير قائلاً "عدونا هو محور كامل ومتجانس، ولديه نظرية هزيمة إسرائيل".

المعلق السياسي في "القناة 14" الإسرائيلية، يعقوب بردوغو، اعتبر أنه يجب الاعتراف بأمرٍ واحدٍ حصل أمس ليلاً، وبشكل واضح، وهو أنّ "الردع الأميركي تلقى ضربة مميتة".

بردوغو تحدث عن تراجع القوة الأميركية بعد الرد الإيراني متطرقاً إلى "ما سيقوله السعوديون الذين يريدون حلفاً دفاعياً مع الأميركيين بعد أن حطم بايدن الردع الأميركي"، مؤكداً "مع إدارة كهذه لسنا بعيدين عن صور الأشخاص المتعلقين بالطائرة في أفغانستان" (مشهد خروج القوات الأميركية من أفغانستان).

ورأى الكاتب السياسي الإسرائيلي بن كسبيت في موقع "والاه" أنّ "إسرائيل" تعرضت لإهانة علنية ثقيلة وغير مسبوقة، قائلاً "لقد انهار الردع الإسرائيلي الذي منع إيران من مهاجمتنا بشكل مباشر. الهجوم كان نقطة الحضيض للحكومة".

وأضاف بن كسبيت، "عندما يشم الإرهاب رائحة الضعف فإنه يهاجم، لا مزيد من الهجمات السرية. من الآن فصاعداً، إيران ضد إسرائيل بشكل علني".

أكدت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أنّ البيت الأبيض والمسؤولين الأوروبيين يحثون "إسرائيل" على ضبط النفس، في محاولة لمنع نشوب صراع مباشر مع إيران، الأمر الذي قد يضر بالاقتصاد العالمي، ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز، مؤكدةً أنّ بايدن يحرص بشكل خاص على تجنب ذلك في عام الانتخابات.

بدوره، معلق الشؤون الأمنية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، يوسي ميلمان، أكد في تصريح لقناة "كان" الإسرائيلية، أنه لا يجب الرد غداً أو بعد غد، ويجب التصرف بحكمة وضبط للنفس، مذكراً أنّ "إسرائيل" في حرب على ست جبهات وقد أضيفت إليها الآن جبهة سابعة، بعد الليلة التاريخية التي لا سابق لها.

وقال ميلمان إنها المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران "إسرائيل" وتعلن مسؤوليتها عن ذلك، معتبراً أن الردع الإسرائيلي لم يتضرر وحده، بل تضرر معه الردع الأميركي، لأن الأميركيين بذلوا كل الجهود لردع الإيرانيين عن شن هذا الهجوم ولم ينجحوا في ذلك.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، تأكيده أنّ المسؤولين الأميركيين يرسلون رسائل خاصة إلى "إسرائيل" يحثّونها فيها على التهدئة والحد من ردودها الانتقامية.

وقال نوعام تيبون، وهو ضابط إسرائيلي متقاعد: "الغرب يساعدنا، ويقف إلى جانبنا، وإذا لم تكن إسرائيل حذرة، فسوف تعكس كل ذلك تماماً كما فعلت في غزة".

وفي السياق ذاته قلل رئيس الأبحاث السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية يوسي كوبرفاسر من أهمية توقيت الرد على الهجمات الإيرانية وسرعته قائلاً: "التوقيت ليس جوهرياً هنا."

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أكدت أن الردع الأميركي يفشل مرة أخرى، حيث تظهر طهران استعدادها لتحمل المزيد من المخاطر التصعيدية، بينما يحاول بايدن كبح جماح "إسرائيل".

ورأت الصحيفة أنّ "هذه حالة أخرى من حالات الردع الأميركية الفاشلة"، بعد الفشل في ردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، حيث رصدت الولايات المتحدة علامات استعداد في طهران، وحذرت إيران من تنفيذ الهجوم، ولكن الأخيرة مضت قدماً وهي واثقة من أن بايدن لن يردّ عسكرياً.


وأشارت الصحيفة إلى أنّ نظريات البيت الأبيض حول إدارة التصعيد لا تعمل ضد نظام يعتقد أن الرئيس الأميركي يخشى التصعيد أكثر منه، موضحةً أنّ ضبط النفس الذي مارسته الولايات المتحدة منذ 7 تشرين الأول شجّع طهران.

وختمت الصحيفة بالتأكيد أنّ المخاطر التي تواجه "إسرائيل" كبيرة في غياب الدعم الأميركي، وخاصة في غياب القنابل الخارقة للتحصينات التي يمكنها ضرب المواقع تحت الأرض حيث يتم تخزين اليورانيوم المخصب، موضحةً أن هذا يعني سيطرة إيران مرة أخرى على متى وكيف تقوم بالتصعيد.

ويأتي ذلك بعد نقل موقع "القناة 12" الإسرائيلية عن مسؤول في البيت الأبيض تأكيده أنّ بايدن أبلغ نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تكون جزءاً من أي رد إسرائيلي على إيران.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة