قال مسؤول إسرائيلي كبير، الأربعاء 3 آذار2024، إنَّ هناك ثقافة منتشرة في أرجاء الجيش، حيث "يطلق الجنود النار أولاً في غزة، ثم يستفسرون لاحقاً"، في الوقت الذي يشتعل فيه الغضب في عواصم العالم إثر مقتل 7 عمال إغاثة في غارة إسرائيلية هذا الأسبوع؛ ما يضع مزيداً من الضغوط على العلاقات الدبلوماسية.
يأتي هذا الاعتراف تزامناً مع إعلان إسرائيل أنها تجري تحقيقاً داخلياً في دوافع الجنود لشن ضربات عديدة على قافلة المطبخ المركزي العالمي، التي كانت تسير فيما يُفترَض أنه ممر إنساني، في ساعة متأخرة من يوم الإثنين 1 نيسان، ما أسفر عن مقتل 6 عمال أجانب وسائق فلسطيني.
أشار المسؤول الإسرائيلي الكبير، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى مقتل عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي، الذين ينقلون المساعدات إلى غزة عبر سفينة، وواقعة أخرى في كانون الأول، فتح خلالها الجنود الإسرائيليون النار على 3 أسرى إسرائيليين وقتلوهم أثناء فرارهم من الأسر، رغم أنهم كانوا يلوحون بالراية البيضاء.
ونقلت صحيفة The Times of Israel الإسرائيلية، عن المسؤول الكبير، أنَّ كلتا الحادثتين تمثل انتهاكاً لقواعد الاشتباك للجيش الإسرائيلي.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي الكبير: "يعمل الجنود تحت ضغط هائل في ظروف صعبة للغاية، لكن قواعد الاشتباك مصممة للمساعدة في التعامل مع مثل هذه الظروف، ومع ذلك يتجاهلها الجنود في كثير من الأحيان".
وتشير هذه التصريحات إلى القلق المتزايد في كل من إسرائيل والخارج، بشأن خسائر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
واعتذر الجيش عن الغارة على مركبات المطبخ المركزي العالمي، وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إنَّ ذلك حدث بسبب خطأ في التعرف على الهوية، بينما وصفها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنها "حالة مأساوية"، ووعد بالتحقيق فيها حتى النهاية.
ومن المقرر أن يتحدث نتنياهو هاتفياً، الخميس 5 نيسان، مع الرئيس الأميركي جو بايدن، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون، في أول اتصال بينهما منذ الهجوم على قافلة المطبخ المركزي العالمي، الذي أثار انتقادات لاذعة من واشنطن.
ونقلت شبكة CNN، عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله إنَّ بايدن "ازداد إحباطاً وغضباً" في أعقاب الغارات على المطبخ المركزي العالمي، ويستعد "للتعبير عن هذه الإحباطات" في محادثته مع نتنياهو.
ولم يُسمَح للمسؤول الأميركي، الذي كان على دراية بالتخطيط للمكالمة، بالتعليق علناً، وطلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة خطط المكالمة. وجاء البيان في الوقت الذي قال فيه مسؤول كبير بالبيت الأبيض إنَّ الإدارة ليس لديها خطط لإجراء تحقيقاتها الخاصة، فيما أدى إلى الضربة التي أسفرت عن مقتل ثلاثة مواطنين بريطانيين، ومواطن بولندي، وأسترالي، ومواطن كندي أميركي مزدوج الجنسية، بالإضافة إلى سائق فلسطيني.
واتهم الشيف الشهير خوسيه أندريس، مؤسس المطبخ المركزي العالمي، الأربعاء 3 نيسان، إسرائيل بأنها استهدفت قافلة المنظمة "استهدافاً ممنهجاً، سيارةً تلو الأخرى".
وقال أندريس لوكالة أنباء Reuters إنَّ هذا لم يكن "موقفاً سيئ الحظ حيث يمكنهم القول: عفواً، أسقطنا القنبلة في المكان الخطأ، حتى لو لم نكن نعمل بالتنسيق مع القوات الإسرائيلية، لا يمكن لأية دولة ديمقراطية أو جيش أن يستهدف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني".
وأضاف: "لا أعتقد أنَّ الغارات الجوية على قافلتنا كانت خطأً مؤسفاً، لقد كانت في الواقع هجوماً مباشراً على مركبات ذات علامات واضحة، وكانت تحركاتها معروفة للجميع في الجيش الإسرائيلي".
وتابع أندريس: "أعتقد أنَّ على الحكومة الإسرائيلية أن تفتح المزيد من الطرق، هذا ما قلته للرئيس بايدن، نحتاج إلى فتح المزيد من الطرق البرية، والسماح بدخول المزيد من الغذاء والدواء اليوم، يمكن لِنتنياهو تحقيق ذلك بمجرد رفع سماعة الهاتف وطلب حدوث هذا الشيء البسيط".
اخترنا لكم



