رصد

الخميس 11 كانون الثاني 2024 - 14:53

لو كنت أعلم ٢

placeholder

يعود بنا الزمن إلى حرب تموز ٢٠٠٦ وخطاب الأمين العام لـ"حزب الله" عندما قال، لو كنت أعلم أن ردّ الفعل الإسرائيلي سيكون بحرب لما قام الحزب بعمليّة خطف الجنود. نحن اليوم أمام سيناريو مماثل، فالحزب لم يكن يعلم أن أعماله سَيتَرتّب عنها هذا الكَمّ من الخسائر وهذا الردّ الإسرائيلي في الجنوب، هذه المقدمة نقلها أحد الحاضرين عن رجل دين شيعي غير معارض للمقاومة بالمطلق وأتت في سياق تحليل الوضع الشيعي العام، بعد ثلاثة أشهر على حرب غزة ومناوشات الجنوب.


ويضيف رجل الدين الشيعي في مجلسه بأن هذه المناوشات كسرت صورة الحزب أمام جمهوره، فلسان حالهم اليوم هو:
لماذا نخسر شبابنا ومن أجل أي قضيّة؟

أظهرت الإغتيالات مدى إنكشاف الحزب لإسرائيل وعن خرق له على مستوى القيادات ودليل على ذلك مستوى القادة الذين تغتالهم إسرائيل يوميًّا.
وكشفت المناوشات عن عَطب خطير في مجتمع الحزب، فالحزب يُضحّي بشبابه، وشعبه مقسوم بين مُهجّر وبين مقاوم إلكترونيّ بوجه الداخل على منصّات التواصل الإجتماعي.
كما أسقطت الأحداث معادلة الردع التي لطالما تغنّى بها الحزب محاولاً إقناع اللبنانيين بها، لتُثبِت أنّها معادلة خراب ودمار لا قيمة عمليّة لها بوجه العدو.

أخيراً، أثَبَتَت الأيام كلام أخصام الحزب بأنّ قراره ليس لبناني، وأنّه مرتبط إرتباطًا عُضويًّا بإيران وهو مجرد أداة لتنفيذ مصالحها، وما راكمته المقاومة على هالتها على مدى سنوات بخاصة بعد حرب تموز ٢٠٠٦ ذهب سدى وبات الحزب اليوم في وضع المُحاصر بين مطرقة القرار ١٧٠١ وسندان الانقسام الداخلي الذي يحمل مسؤوليته الحزب بنتيجة تعاطيه الاستكباري مع الأطراف السياسية.

ويختم رجل الدين الشيعي أمام زوّاره بأن الأمين العام لحزب الله لو كان يعلم بكلّ هذه الخسائر المترتّبة عن مناوشاته في الجنوب لما دخل فيها، وإذا كانت غلطة الشاطر بألف... فغلطة السّيد بــ ١٧٠١.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة