وصلنا إلى حد السيف... هدف خطير وراء استهداف الضاحية!

"ليبانون ديبايت"

الرسالة الثلاثية الأبعاد التي وجهتها إسرائيل من خلال عدوانها على الضاحية الجنوبية، لم يكن الهدف منها اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري بقدر ما كان الهدف دق الإسفين بين اللبنانيين.

ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد, أن "العملية التي قام بها العدو الإسرائيلي في قلب الضاحية الجنوبية تشكّل تحدٍّ لكل من حماس وحزب الله والدولة اللبنانية"، لافتاً إلى أن "حماس تدرس عملية الرد إن كانت من لبنان أو غزة أو مكان آخر".

أما بالنسبة إلى الحزب, فيرى أنه "يفكر في عملية الرد الملزم بها لأنه لا يمكنه أن لا يرد، لكنه يفكر برد لا يجعل الأمور تتدحرج إلى حرب شاملة, وهل ينجح بذلك أم لا, لا يمكن التكهن بذلك، لا سيّما أن الأمور وصلت إلى حد السيف أو شفير الهاوية إن صحّ التعبير".

ويؤكد أن "هذه العملية يمكنها أن تكسر أو تضرب خطوط التماس التي كانت موضوعة سابقاً".

لكنه يشير إلى "هدف آخر لاسرائيل وهو إحداث شرخ في لبنان حتى يدفع الأمور إلى شكل من أشكال الفتنة لا سيّما بعد ردود الفعل التي أعقبت العملية، وذلك من أجل تطويق المقاومة بعدوان إسرائيلي من الخارج وفتنة من الداخل".

ويتخوّف أن "يؤدي هذا الأمر من زيادة الشرخ الداخلي إذا لم يكن هناك من تفاهمات بين الأطراف الأساسية، وهذا الخوف نابع من افتقادنا للحكماء أو مؤسسات تجمع أو توافق يقدر الأمور".

ومن هذا الباب يستشرف بأننا دخلنا إلى مرحلة "شفير الهاوية" لأن الأطراف المعنية بهذا التحدّي مضطرة للرد وإذا ردّت فسنذهب إلى أماكن غير محسوبة بدقة.

ومن هنا يستجدي بعض التفاهم بين اللبنانين لمواجهة التحديات والصعوبات لأن عدم إقبالهم على ذلك معناه أننا متّجهون إلى مزيد من التفكك ومرحلة أخطر من سابقاتها.

وعن تأثير ما حصل على الملفات الداخلية يؤكد أن الأمور بطبيعة الحال ستؤجل ولا يرى في المدى المنظور ان هناك انتخاب لرئيس الجمهورية.

ويسأل كيف يمكن انتخاب رئيس في ظل الأنظار المشدودة إلى الخارج وإلى الحدود كيف ستمسي موازين القوى، ويذكر أن كافة الأطراف في الداخل تراهن على تغيرات الخارج، لأن الرهان أن تذهب الـمور لمصلحة طرف في وجه الآخر فإن ذلك سيعطي هذا الطرف أفضلية في فرض الأمور.

فلا انتخاب رئيس في الوقت الحالي برأيه وكافة الأمور الأخرى مرتبطة بهذا الموضوع تحديداً، فلن يكون هناك أكثر من عملية ترقيع أو إحتواء للأزمة في هذه المرحلة.

Select

Select

Select