"ليبانون ديبايت"
كعادته استهّل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كلمته بمباركة الشهداء من لبنان إلى غزة الذين نالوا نصراً عظيماً مستشهداً بآيات قرآنية للدلالة على قيمتهم عند الله، مثنياً على على صبر عوائلهم وصمودهم، لينتقل بعدها إلى التشديد على أن معركة طوفان الأقصى كاملة الشرعية إنسانيا وأخلاقيا ودينيا.
وذكّر بـ 4 عناوين ضاغطة في الفترة الأخيرة وصولاً إلى الطوفان من ملف الأسرى إلى ملف القدس والحصار على غزة وصولاً إلى المخاطر الجديدة التي بدأت تتهدد الضفة الغربية من خلال مشاريع الاستيطان الجديدة والقتل اليومي.
كما فنّد النتائج الأولية للعملية ومنها:
- طرح قضية فلسطين من جديد من خلال العملية الجهادية الكبرى في 7 تشرين التي قام بها مجاهدو كتائب القسام وبقية الفصائل.
- كشف أن هذه العملية الواسعة كان قرارها فلسطينياً مئة بالمئة وأن إخفاءها عن الجميع والسرية المطلقة تسبب بنجاحها بشكل باهر من خلال عامل المفاجأة، نافياً أي انزعاج للمقاومة في لبنان كما يحاول البعض تفسيره، ولم ينسَ أن يبعد الهدف الإقليمي عن العملية فهي كما قال "من أجل فلسطين ولا علاقة لها بأي ملف إقليمي، ليفهم الصديق والعدو أن القرار لحركات المقاومة هو لدى قياداتها، وإن كانت الجمهورية الإسلامية في إيران منذ أيام الإمام الخميني تتبنّى وتدعم علناً حركات المقاومة في المنطقة لكنها لا تمارس وصاية على قياداتها وما حصل في الماضي وفي الطوفان يثبت ذلك.
- أما بالنسبة إلى الحدث وتداعياته فاعتبره عملاً بطولياً متقناً أدى إلى حدوث زلزال وله نتائج وتداعيات استراتيجية ووجودية ستترك آثارها على هذا الكيان جازماً التداعيات ستكون على مستقبل الصراع مع هذا الكيان وكشفت الكثير من الحقائق ليعيد من هذا الباب التذكير بأن اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت. متسلّحاً بما ذكرته وسائل إعلامية ان الإسرائيليون يؤمنون أكثر من السيد نصر الله ان دولتهم أوهن من بيت العنكبوت.
وتوقف في هذه النقطة عند مسارعة الولايات المتحدة للإمساك بهذا الكيان قبل وقوعه لذلك ليستعيد وعيه ويقف على قدمية ويمسك بزمام المبادرة وتقديم الحماية له، وفتح المخازن الإستراتيجية وتزويده بمليارات الدولارات، في استهزاء واضح من دولة لا تستطيع الوقوف على قدميها.
وتخفيفاً من حجم الخسائر الكبيرة التي خلفها العدو اعتبر أن انجازات العملية والنتائج تستحق التضحيات لأنها أسست لمرحلة تاريخية جيدة للصراع ومصير الشعب الفلسطيني ودول المنطقة، فليس من خيار آخر أمامه مؤكداً ان الخيار كان صحيحاً وفي وقته المناسب.
- أما النقطة الرابعة فتناول فيها كيف تصرف العدو الذي كان واضحاً أنه تائه وهو يوم سبت وعيد، وهو توقيت صحيح استغلته المقاومة، ليعلن بصفة الأكيد من معلوماته على أن الجيش الاسرائيلي هم من ارتكب المجازر في غلاف غزة، والمدنيون قتلوا بصواريخ الجيش الاسرائيلي الذي تصرف بغضب.
وإذ عاير الإسرائيلي بانه لا يتعلم من تجاربه السابقة ويرفع شعارات أكبر منه، مذكراً بأن الاسرائيلي لم يستطع تحرير أي أسير بدون تفاوض.
كما إستهزأ بجيش اسرائيل الذي لم يستطع تحقيق أي إنجاز عسكري حقيقي في غزة لأنه لا يتّقن سوى التردد والخوف والضعف وارتكاب المجازر طوال 75 عاما، منتقداً بشدة العالم الذي يسكت عن مشاهد قتل الأطفال والنساء في غزة، وتوجه الى العدو مذكراً إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة.
وفي تقييمه على المستوى الإنساني لما يحصل في غزة توقف عند الطبيعة الوحشية والهمجية للعدو، وبالطبع حمّل الولايات المتحدة الاميركية المسؤولية المباشرة عن العدوان فهي التي تمنع وقفة وتمنع المساعدات الانسانية، و هي المسؤولة أساساً عن المجازر في العالم من من هيروشيما الى فيتنام.
وأكد أن الحرب في غزة ليست كالمعارك السابقة وما بعدها ليس كما قبلها ، محدداً الأهداف اليوم:
- وقف العدوان على غزة
- انتصار غزة بوجه التوحش، هي مصلحة الشعب الفلسطيني محدزاً أن انتصار إسرائيل سيشكّل خطراً على لبنان والمنطقة فالعدو يتهدّد لبنان وشعبه رغم انه يغرق في رمال غزة وأثبت عجزه وفشله إلا أنه يستقوي.
ولم ينسَ ايضاً ان يطالب الدول العربية المطبعة بقطع العلاقات ومنع النفط ووقف الصادرات الى اسرائيل، مثنياً بالطبع على الدول التي انخرطت بالحرب الى جانب المقاومة من العراق الى اليمن.
وإذ استهزأ بتحليل البعض انه سيعلن دخول المعركة فهو دخلها منذ 7 تشرين الأول, مذكراً انه منذ اليوم الثاني لطوفان الأقصى بدأت العمليات التي امتدت الى كامل الحدود مشدداً على انها معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها واجراءاتها واستهدافاتها.
وتناول نتائج الدخول في المعركة فالجبهة اللبنانية دفعت اسرائيل الى تخفيف القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة وأخذتها باتجاهها، اضافة الى نزوح غير مسبوق لسكان المستعمرات من الحدود الشمالية مع لبنان ومن غلاف غزة كما أن عمليات الجبهة الجنوبية أوجدت حالة من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وأيضًا لدى الأميركيين.
والأخطر ما قاله بالحرف الواحد بأن العدو يقلق من إمكانية ان تذهب هذه الجبهة الى تصعيد إضافي او تتدحرج هذه الجبهة الى حرب واسعة وهذا احتمال واقعي ويمكن ان يحصل وعلى العدو ان يحسب له الحساب، موضحاً ان اي عملية اسرائيلية استباقية ستكون أكبر حماقة في تاريخ وجود اسرائيل.
وأشار الى النقطة المهمة تتعلق بالتحذيرات من الأساطيل الاميركية والتي قالت أن الطيران الاميركي سوف يقصفكم اذا حركتم الجبهة الجنوبية لكن هذا التهديد لم يغيّر من موقف المقاومة أبدا، ولم يسقط ان كل الاحتمالات في الجبهة اللبنانية مفتوحة وكل الخيارات مطروحة ويمكن الذهاب إليها في أي وقت.
وينبّه الى ان العمل بدأ بهذه الجبهة وتصاعدها وتطورها مرهون بأحد أمرين أساسيين الأول هو مسار وتطور الأحداث في غزة والثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان. محذراً في هذا الإطار العدو الصهيوني من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان وهذا سيعيدنا الى المدني مقابل المدني
وإذ كرر التنبيه لكن هذه المرة بكل شفافية وغموض بناء ان كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وان كل الخيارات مطروحة ويمكن ان نذهب اليها في أي وقت من الأوقات ويجب ان نكون جميعا جاهزين لكل الفرضيات المقبلة.
أما فيما يتعلق بالأساطيل الاميركية في المتوسط فقد عايرهم بهزيمتهم في الثمانيات ومن فعلها في ذلك الوقت لا زال موجودا ولكن هذه المرة مع أبنائه واحفاده، لذلك لم يبدِ اية خشية من اساطيلهم.
وحسم الجدل بأن من يريد منع قيام حرب أميركية يجب ان يسارع الى وقف العدوان على غزة وتوجه الى الاميركيين بالقول: اذا حصلت الحرب في المنطقة فلا اساطيلكم تنفع ولا القتال من الجو ينفع، وفي حال أي حرب إقليمية ستكون مصالحكم وجنودكم الضحية والخاسر الأكبر.
وفي محاولة لرفع معنويات الشعب الفلسطيني أكد أنه ما زلنا نحتاج الى وقت ولكننا ننتصر بالنقاط وهكذا انتصرنا في عام 2006 وفي غزة وهكذا حققت المقاومة في الضفة انجازات، لا سيّما أن المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمل وتراكم الانجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه ونحن جميعا يجب ان نعمل لوقف العدوان على غزة وتنتصر المقاومة في غزة
وبلهجة الوعد الصادق أكد بأن غزة ستنتصر وفلسطين ستنتصر وسنلتقي قريبًا للاحتفال بذلك.
اخترنا لكم



