"ليبانون ديبايت"
يعود الموفد الفرنسي جان ايف لودريان اليوم الى بيروت, لكن اللبنانيين الذي اعتادوا عدم توقع اي جديد من الحراك الدولي او الاقليمي بعد ما يقارب السنة على الفراغ الرئاسي لا يعولن كثيراً على هذه العودة لا سيّما مع بقاء الافرقاء الداخليين على مواقفهم خلف متاريسهم، لا سيّما بعد دعوة الحوار التي رفضتها المعارضة ليبدأ التيار الوطني الحر مع نهاية الاسبوع بالعودة الى صفوفها ورفض الدعوة.
فماذ يمكن أن يحمل الموفد الفرنسي من مفاجآت كما أوحت مرجعيات سياسية؟ وهل يمكن البناء عليها؟ وماذا عن الدور الاميركي والقطري؟
لا يرى الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة أن الموفد الفرنسي الذي يصل بعد ظهر اليوم الاثنين الى بيروت يحمل معه مفاجآت، لافتاً عملياً الى نوع من التشابك ما بين مبادرة لودريان لعقد حوارات ثنائية وثلاثية أو حتى رباعية، والحوار الذي يدعو اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو حوار حتى الآن يبدو أنه يواجه عرقلة كبيرة مردها غياب كتل وازنة وعدم حماسة كتل أخرى إضافة الى تحول موقف التيار الوطني الحر في نهاية الاسبوع من هذه المبادرة.
ويعتقد حمادة أنه إذا غابت القوى المسيحية الوازنة ومعها المعارضة أي عملياً ما يوازي الـ 31 زائد التيار الوطني الحر فسنكون أمام غياب كبير لا يستطيع أن يتحمله الرئيس بري وبالتالي سوف يلغي دعوته للحوار.
وعكس هذا الرفض لحوار رئيس المجلس فإن الحوارات الفرنسية كما يشير حمادة هي حوارات ثنائية لا يرفضها اي طرف وحتى الثلاثية تكون ممكنة فهناك من يقبل بالجلوس ثلاثياً مع الموفد الفرنسي ومن الممكن ان يحقق تقدماً لكن الهدف ما هو؟ فالمواقف معروفة والمرشحون معروفون والمشكلة معروفة وهناك فريق كبير اي المعارضة اضافة الى نواة صلبة مسيحية يدعون الرئيس بري الى فتح مجلس النواب والذهاب نحو صندوق الاقتراع.
اما عن الهوية التفاوضية للمندوب الفرنسي هل هي باسم الخماسية الدولية أو فرنسية خالصة؟ فيؤكد أن لودريان يتحدث اليوم باسم فرنسا وليس بإسم الخماسية المتباينة المواقف بالتفاصيل كما في بيان الدوحة الاخير، لذلك فرنسا تتحرك وحدها، ولودريان يتحدث باسم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
أما فيما يتعلق بالدور الاميركي وتفويضه الفرنسي بالملف اللبناني، فيعتقد أنه ليس هناك من تفويض كامل من الاميركيين الى الفرنسيين، لأن الاميركيين كانوا الى وقت قريب يجلسون في المقعد الخلفي ويتركون قيادة الملف الللبناني إلى الفرنسي في المقعد الامامي، ولكن في نهاية الامر الاميركي هو من يحسم دولياً والسعودي هو من يحسم عربياً والايراني هو من يحسم ايرانياً اذا جاز التعبير.
وينبهّ الى أن هناك قرار ايراني وقد ابلغ الى جميع الحلفاء في لبنان ان لا يتعرضوا للسعودية ولا يغضبوها في الملف اللبناني ومن هنا ربما الاصرار الدائم من قبل حزب الله والرئيس نبيه بري على الدعوة الى الحوار، ويتريثون حتى لو كانت لديهم الاصوات الكافية لانتخاب رئيس اي 65 وما فوق، فهم عملياً لا يريدون انتخاب رئيس بهذا العدد لأنهم لا يريدون ان تكون التجربة اصعب وامر من تجربة ميشال عون .
وعن وجود مرشح ثالث لدى الفرنسيين؟ يقول: "حتى الآن وهو تقدير شخصي ان لا مرشح ثالث للفرنسيين لكنهم لا يمانعون بالانتقال من فرنجية الى مرشح تسوية وقد يكون قائد الجيش او مرشح آخر".
ويشرح بأن الفرنسيين براغماتيون وعمليون وتسوويون يريدون تسوية بأي ثمن ويعتبرون بقاء الوضع من فراغ رئاسي الى فراغ في المؤسسات الرئيسية الى فراغ حكومي عملياً سوف يؤي الى كارثة في لبنان والمدخل الى وقف هذا الانحدار الحاد هو بانتخاب رئيس جمهورية بأسرع وقت ممكن لذلك لا يقيمون وزناً لشخص الرئيس فالمهم انتخاب رئيس.
وعن التحرك القطري يوضح ان الوفود القطرية التي تأتي باستمرار او الموفدين يعبرون عن هذا التحرك، فهم يقابلون معظم القوى السياسية، ويلفت الى أن أهمية الدور القطري فيما يتعلق بالملف اللبناني هو أن الدوحة قادرة على التحدث حتى مع أفرقاء لا تتحدث إليهم المملكة العربية السعودية، فكل ما تقوم به قطر هو بالتنسيق مع السعودية وطبعاً التحرك منفصل بشكل أو بآخر عن التحرك الفرنسي وهو أكثر ارتباطاً بالموقف السعودي وبما يريده السعوديون.
ويشير الى ملاحظة هامة تتمثل بوجود سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري في باريس منذ ما قبل عطلة نهاية الاسبوع، والسؤال هل أُوفد الى باريس لإجراء اتصالات مع الفرنسين قبل مجيئ لودريان ام ان زيارته خاصة، يختم :سألنا ولم نحصل على جواب.
اخترنا لكم

اقليمي ودولي
الأربعاء، ٠٩ نيسان ٢٠٢٥

أمن وقضاء
الأربعاء، ٠٩ نيسان ٢٠٢٥

اقليمي ودولي
الأربعاء، ٠٩ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الأربعاء، ٠٩ نيسان ٢٠٢٥