"ليبانون ديبايت" - محمد المدني
من على منبر الإمام موسى الصدر، أطلق الرئيس نبيه بري آخر رصاصاته "الحوارية" علّه ينجح في لمّ شمل الكتل المختلفة تحت سقف مجلس النواب، لإجراء حوار وطني "رئاسي" مدته القصوى سبعة أيام يليه عقد جلسات انتخاب تنتهي بصعود الدخان الأبيض.
في حضرة الإمام الصدر، ليس بوسع برّي سوى الدعوة للحوار، هذا أقلّ الواجب في ذكرى رجل الحوار والإعتدال. لكن رئيس حركة "أمل" لم يعد صمام الأمام كما كان سابقاً بنظر غالبية القوى السياسية، فقد بات برّي اليوم خصماً داخل حلبة الخصوم وطرفاً في ساحة الأطراف.
ليس مؤكداً أن دعوة برّي للحوار ستنجح وهي ليست المرة الأولى التي يفشل بها برّي في جمع شمل النواب على طاولته، لكن بنظره هو يقوم بواجبه كرئيس للمجلس النيابي، ويرى أن دعوته لا تتعارض مع ما يريده المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، الذي سيعود قريباً إلى لبنان بعدما تسلّم أجوبة الكتل النيابية على أسئلته المتعلقة بمواصفات الرئيس العتيد.
يسعى برّي من خلال الحوار إلى ضرب عدة عصافير بحجر واحد، أولاً يريد التأكيد أنه غير متمسك برئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى ما لا نهاية. ثانياً، يريد استعادة الدور السابق الذي افتقده منذ فترة ليست قصيرة. وثالثاً، يويد عزل خصومه وإظهارهم أنهم من يعطّل إنجاز الإستحقاق الرئاسي عبر رفض الحوار.
خصوم برّي الذين نتكلم عنهم هم الكتل والنواب الذين اقترعوا للمرشح جهاد أزعور بنيّة قطع الطريق على إيصال مرشحٍ توافقي، وفي مقدمهم حزبي "القوات اللبنانية" والكتائب، الذين كانوا أول من أعلن رفض تلبية دعوة برّي للحوار. وقد ينجح برّي في تحقيق هدفه بعزل القوات والكتائب وإلباسهم ثوب التعطيل، في حال تمكن من إقناع باقي الكتل والنواب بحضور الحوار.
ولأن برّي يمر بمرحلة حرجة، تعهد بأنه لن يترأس الحوار بل سيكون طرفاً فيه، على اعتبار أن لديه مرشحاً للرئاسة يريد إيصاله، وقد تعهد أيضاً بأن الحوار لن يتطرق إلاّ إلى ملف رئاسة الجمهورية، إضافة إلى تعهده العلني بأن يلي الحوار جلسات انتخاب متتالية.
لكن ما سقط به برّي هو عدم تحديده اذا ما كان سيعقد جلسات أو دورات، فمعظم الكتل والنواب أعلنوا رفضهم لصيغة الجلسات على اعتبار أنها تكرار للجلسات التي عقدت سابقاً والتي انتهت بفرط التصلب، ومطلبهم بأن تعقد جلسة انتخاب أولى تليها دورات متتالية يتم فيها انتخاب الرئيس بـ 65 صوتاً.
هذا الأمر لم يحدده برّي، وهذا ما ولّد ريبة لدى بعض القوى النيابية التي لن تلبّي الحوار، قبل أن يوضح رئيس المجلس المسار الذي سيسلكه بعد انتهاء الحوار، خصوصاً وأن شبه المؤكد أن الحوار لن يصل إلى الخواتيم المرجوة.
اخترنا لكم

اقليمي ودولي
الاثنين، ٢١ نيسان ٢٠٢٥

أمن وقضاء
الاثنين، ٢١ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الاثنين، ٢١ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الاثنين، ٢١ نيسان ٢٠٢٥