‏شركة "القردة الحكيمة الثلاث" للتدقيق: في التحقيق الأوروبي مع سمعان غلام (ملف رياض سلامة)

مريم مجدولين اللحام - التحري

هيبة لدرجة الرُّهاب، تفرضها الوفود القضائية الأوروبية في استجوابها مفاتيح المغارة المصرفيّة اللبنانية نكاد لا نلحظها في "التحقيقات" التي تجريها محاكم ‎لبنان وقضاتها وفي المثال الأوضح على ذلك، ما شوهد اليوم من هلعٍ في جلسات استنطاق مُيَسّر حسابات التدقيق لـمصرف لبنان ‎سمعان غلام صاحب شركة "سمعان غلام وشركاهم" للتدقيق المالي.

غلام، الذي جهد في تقارير شركته، رسم صورة أسطورية لامعة لـرياض سلامة مقابل ما تبيّن قدره ٢٠٠ ألف دولار أميركي، للتقرير الواحد بحسب تصريحه لقضاة أوروبا - (ما هو من المتوقع رقم أكبر من الــ٢٠٠ بكثير، إلا اللهم إن كان سمعان غلام مستعد لمواجهة هذا الكم من المهانة مقابل فُتات).

أما في تبريراته، بين التلعثم والتعثر والتردد واحتباس الأنفاس، تكتّم غلام والرعب ظاهر على معالم وجهه ولغة الجسد. وحصر إجاباته على ما يقارب الـ٦٠ سؤال بثلاث "لا أدري، لا أتذكّر، لا أعرف".

بدت شركة التدقيق كما لو أنها شركة "القردة الحكيمة الثلاث: "لا أرى شرًا لا أسمع شرًا لا أتكلم شرًا". استجمع غلام رباطة جأشه و"أخلاقياته المهنية"، ليبرر عدم قدرته على الإجابة لسبب السرية المصرفية، كما كان متوقعاً.

التعرّق من الخوف، يبدو أضاع ذاكرته تماما. بخاصة في ما يخص شركة فوري أو تبييض الأموال أو الحوالات المالية للخارج.

بالمحصلة، إنعاش الذاكرة لطبقة هندسة انهيار لبنان اقتصادياً، يحتاج محفزاً على مستوى المحاسبة.