لا التعليقات الفايسبوكية على منشور الراحل ابن النضال بيار صقر (62 عاماً) تجدي، ولا الدموع اللاإرادية التي يذرفها محبوه تمسح ألم المشهد القاتم. بات الوضع في لبنان لا يُطاق: علينا التعايش مع موجة الانتحار بيننا، فلا هي موسمية، ولا بيار سيكون الأخير. لا نستشفّ إحساساً عند أهل المنظومة، لا محاولات التغيير تكبح سلسلة الموت التي تخطف خيرة المواطنين ولا يفعل مرور الوقت إلا الكشف عن هول وحجم الكآبة التي تضرب المجتمع اللبناني.
"اعتبروني شهيد أو بالضبط ضحية الانهيار"... على وقع هذه الكلمات ودّعت زحلة اليوم ابنها لصالح الانتحار، بكثير من الأسى والألم. كتب منشوره الأخير عبر تطبيق "فيسبوك وذيّل رسالته بالبكاء. وبالمقابل ناشده أصدقاء، غرب، وأقارب، بالتروي، وحاولوا امداده بالقوّة لثنيه عن ذلك، مؤكدين أنّهم يحاولون الاتصال به لإقناعه بالعدول عن هذه الفكرة، ولكنّه لم يردّ على هاتفه. وفي رسالته، أعاد بيار سبب اتّخاذه قرار الانتحار، إلى الضائقة الاقتصادية الخانقة التي يمرّ بها والتي أجبرته على وقف العمل في معمله قبل ثلاث سنوات، إضافة إلى معاناته من مشاكل صحّية.
كما طلب السماح من أفراد عائلته، وارفق الرسالة ببعض الوصايا التي طلب منهم تنفيذها بعد موته، وانهى رسالته الحزينة فخوراً بأنه ابن رينيه أمين صقر!
اخترنا لكم



