رصد

السبت 11 شباط 2023 - 20:13

وسط القيود التركية والنزاع في سوريا... كيف تعمل المنظمات غير الحكومية لمواجهة الزلزال؟

placeholder

بسبب القيود التي فرضتها #تركيا مفضّلة المساعدات الثنائية والنزاع المستمر في سوريا، تبنّت المنظمات الدولية غير الحكومية "طريقة أخرى في العمل" لمواجهة ال#زلزال المدمِّر الذي ضرب البلدَين الاثنين.

منذ الساعات الأولى التي أعقبت الزلزال الذي أودى بأكثر من 25 ألف شخص، عرضت المنظمات غير الحكومية الموجودة في جنوب تركيا - قاعدتها الخلفية للتدخل في شمال غرب سوريا - خدماتها.

أوضح ميشال أوليفييه لاشاريت رئيس قسم الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود": "قلنا لهم أنّ لدينا مستشفيات ميدانية وطواقم طبية لكنهم فضّلوا المساعدات الثنائية على المنظمات غير الحكومية".

وقال باسكال برنار، نائب المدير العام لعمليات منظمة Acted المسجلة في تركيا، وبالتالي المخوّلة التدخّل مباشرة: "كان هناك تردّد في اليومَين الأوّلَين بشأن دور المنظمات غير الحكومية، لكن نظراً إلى حجم الأضرار فتحت الأبواب أخيراً".

في الوقت الحالي، لا تكرار لـ"ما حصل في هايتي" بعد زلزال عام 2010 عندما سارعت العديد من الجهات الإنسانية إلى هذا البلد الذي يملك ثروات وبنى تحتية أقل بكثير من تلك الموجودة في تركيا.

على الجانب الآخر من الحدود وبينما تتدفق المساعدات الإنسانية من الخارج إلى تركيا - أعلنت ألمانيا الجمعة أنها ستُرسَل جوّاً 90 طناً من المواد - فإنّ عملية التسليم أكثر تعقيدًا.

مساعدات غير متكافئة

في سوريا، تؤدّي العقوبات المفروضة على نظام دمشق إلى تعقيد الوضع "المتقلب أصلاً" في المناطق. ووفقًا للأمم المتحدة قد يجد 5,3 ملايين شخص أنفسهم بدون مأوى كما قال جان فرنسوا كورتي الطبيب والمتحدث باسم منظمة "أطباء العالم".

وأضاف أنّ "المساعدة أكثر بطئا وأقل فاعلية". وحضّ مع المنظمات غير الحكومية الأخرى على "تسهيل وصول المساعدات الى الجانب السوري".

في الوقت الحالي، تصل معظم المساعدات الإنسانية المخصصة للضحايا السوريين، والموجودين بشكل أساسي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، من تركيا عبر نقطة عبور باب الهوى.

على جانبَي الحدود، بادرت المنظمات غير الحكومية الدولية منذ الاثنين الى تقييم الحاجات من خيم وأدوية وغذاء وما إلى ذلك، ووزعت وجبات ساخنة وبطانيات ووسائل تدفئة بالشراكة مع جهات محلية.

في الجانب التركي، ذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" أنّها تلقّت طلبات "متفرقة" للحصول على معدات منها أجهزة إضاءة لغرف العمليات وآلات غسل الكلى المستخدمة في حالة آلاف الأشخاص الذين سحقوا لساعات تحت أنقاض المباني المهدمة.

وقال ميشال أوليفييه لاشاريت: "نقدّم هذه التبرعات في أقرب فرصة. إنها طريقة أخرى للعمل ونتكيف معها".

مراحل المساعدات

كما كشفت المنظمات غير الحكومية المخاطر الأمنية وأجرت اتصالات مع المسؤولين عن الأحياء.

وقال باسكال برنار، الذي كان يفترض أن يبدأ في نهاية الاسبوع بتوزيع آلاف وحدات النظافة والغذاء في مدينة أنطاكية التي دمرها الزلزال، إنّ "هناك مسائل أمنية كبرى"، مضيفاً: "تخطي مراحل التقييم هذه أمر معقد لأنه إذا لم توزع مساعدات كافية في منطقة تكون حاجاتها كبيرة، تقع أعمال شغب".

وقد بدأت للتوّ مرحلة ثانية هي جمع التبرعات بموازاة اغاثة المنكوبين، وذلك بالتنسيق مع منظمة الإغاثة الطارئة التركية.

في سوريا، سترصد المنظمات غير الحكومية التي تشتري خيما وملاجئ موقّتة، احتمال تفشي وباء الكوليرا، على أن تقدم المساعدات بعد ذلك على المدى الطويل.

وسيكون من الضروري الشهر المقبل، بالإضافة إلى العناية بالصحة العقلية لآلاف الأشخاص المكلومين والمصدومين، "إعادة تقييم متانة الأبنية التي لم تسقط والعمل على تأمين مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي ورفع الأنقاض وبناء ملاجئ" كما قال جان رافائيل بواتو المسؤول عن منظمة "العمل ضد الجوع" في الشرق الاوسط.

ويلي ذلك مرحلة إعادة الإعمار وهي الأطول.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة