"ليبانون ديبايت"
يشكّل الحراك السعودي عبر سفير المملكة العربية السعودية جانبًا من المساعي العربية والدولية لبلورة تفاهمات تصل إلى إنجاز الإستحقاقات الرئاسية والحكومية مع تشدّد على التمسك بإتفاق الطائف، حيث تتلاقى هذه الجهود مع المساعي الفرنسية لا سيّما مع زيارة وزير الخارجية الفرنسية المرتقبة إلى لبنان قريبًا.
ويعتبر المحلّل السياسي نضال السبع في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أنَّ "توقيت الزيارة هامّ جدًا وحفّزت سفراء الدول العربية على زيارة هذه المدينة، موضحًا أنَّ هذه الزيارة كرّست عدة نقاط:
-أن عاصمة الشمال ليست عاصمة التطرف والإرهاب.
-السفير بخاري أرضى كل الأطراف السياسية في المدينة بزيارته للنائب فيصل كرامي وجامعة "المدينة" التي قدم لها الملك عبد الله أكبر مبنى.
-زار كافة نواب المدينة بدون استثناء.
- إلتقى النائب أحمد الخير في المنية وهو أحد أعضاء تكتل الإعتدال الوطني والذي تربطه به علاقة إيجابية.
-أما اللافت هو زيارته لجبل محسن ولقائه القائم برئاسة المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد عصفور هذه الزيارة التاريخية والتي تأتي في إطار رؤية المملكة 2030 أي الإنفتاح العربي على كل المكونات الدينية, وقد لاقت هذه الزيارة التقدير الكبير من أبناء مدينة طرابلس ومن العلويين حتى في الداخل السوري.
-الزيارة وهي الأولى لمسؤول سعودي رفيع هي رسلة مفادها أن المملكة تنبذ الاقتتال المذهبي وهي بمثابة رسالة سلام ما بين جبل محسن وباب التبانة.
-تفقد السفير للقلعة وسيره في الأسواق وملامسة هموم الناس أعطى الزيارة بعدًا إنسانيًا وإهتمامًا من المملكة بمشاكل الناس مباشرة وليس عبر الأحزاب والشخصيات.
ويلفت السبع أيضًا إلى, البعد الإجتماعي للزيارة من خلال تفقد مستشفى القبة والذي تم تخصيصه بـ 22 مليون دولار من الصندوق الفرنسي السعودي.
فكل هذه الأمور برأي السبع تؤسس لرعاية سعودية مباشرة للمدينة.
ومن الناحية السياسية فإن لقاءه النواب والشخصيات منها طارق فخر الدين والغداء عند رجل الأعمال محمد أديب شقيق عقيلة النائب أشرف ريفي، إضافة إلى زيارة جبل محسن هدفه تعزيز المصالحة في طرابلس وأن الانتخابات النيابية أصبحت خلفنا والتأسيس لمصالحة حقيقية سنية وسنية علوية.
وحول ما تحمله الزيارة من أبعاد تتلاقى مع المساعي الفرنسية لبلورة مبادرات على أبواب الإستحقاقات الدستورية؟ لا يتأخر عن الجزم بأن العجلة الفرنسية والتوافق السعودي الفرنسي يعتمد مقاربة جديدة مع الملف اللبناني لا سيّما إجراء إنتخابات رئاسية ضمن المهل الدستورية والحفاظ على إتفاق الطائف.
ويكشف في هذا الإطار عن وصول وزير الخارجية الفرنسية الأسبوع المقبل إلى لبنان وأن هذه الزيارة تجري بالطبع بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية، وأنَّ الجهود ستنصب لترميم البيت الداخلي اللبناني.
اخترنا لكم



